ضَمْرةُ، رجلٌ من كنانةَ، والأضبطُ بن قُريع (١) وكانَ بينَ هؤلاء وبين الإسلام أربعمائة سنة، وكان امرؤ القيس بعد هؤلاء بكثير» (٢).
والظاهرُ أَنَّ المرحلة التي سبقت حربَ البَسوسِ كانت مرحلةَ مقطوعات وأبيات متفرقة كما وصلت وحفظها الرواة، وهو ما عَبَّرَ عنه ابن سلام الجُمحيُّ بقولهِ: «ولم يكن لأوائلِ العربِ من الشعرِ إِلاَّ الأبياتُ يقولُها الرجلُ في حاجته» (٣).
وقد ذهب بعض الباحثين إلى أَنَّ أول الشعراءِ هو خُزيِمةُ بن نَهْدٍ القضاعي (٤)، واستندَ هذا الباحث في هذا التقديم إلى قول أبي عُبيد البكري (٥): «إِنَّ شِعرَهُ -أي خزيمة- أَوَّلُ الشِّعْرِ» (٦). وقد تدل هذه المقطعات على غَيْرِها، غير أَنَّهُ لم يُحفظ ذلك الشعرُ، والأمر في هذا قريب، وكثير من القضايا التاريخية الموغلة في القدم، يصعب الوصول فيها إلى دليل قاطع؛ لغياب الخَبَرِ الموثوق.
وكتبُ التفسير تذكرُ شواهدَ شعريةً لشعراء قبل مهلهل، فهناك شاهدٌ شعري منسوبٌ لآدم عليه السلام (٧)،.............
_________
(١) هو الأَضْبَطُ بن قُرَيعٍ التميمي، شاعر جاهلي قديم، وأحد المعمَّرين في الجاهلية. لم تعرف سنة وفاته، وهو القائل: بكل واد بنو سعد. انظر: الشعر والشعراء ١/ ٣٨٢.
(٢) مجالس ثعلب ٤١١ - ٤١٢.
(٣) طبقات فحول الشعراء ١/ ٢٦.
(٤) هو خُزَيْمة بنُ نَهْدٍ بن زيدٍ القُضاعيُّ، شاعرٌ مُقِلٌّ من قدماء الشعراء في الجاهلية، انفرد الأصفهاني بذكره في الأغاني، وذكر أخباره، ولم تعرف سنة وفاته. انظر: الأغاني ١٣/ ٨٤.
(٥) هو عبدالله بن عبدالعزيز البكري الأندلسي، توفي سنة ٤٨٧ هـ، من كبار اللغويين والجغرافيين، له اللآلي في شرح أمالي القالي، وله معجم ما استعجم في المواضع. انظر: بغية الوعاة ١/ ٢٨٥، كشف الظنون ١٦٧.
(٦) الشعراء الجاهليون الأوائل لعادل الفريجات ٩.
(٧) تفسير الطبري (شاكر) ٥/ ٤٨٢. وقد حَمَلَ ابنُ سلاَّم على مُحمدِ بن إسحاق صاحب السيرة؛ لأَنَّه ذكر في كتابه أشعارًا منسوبةً لآدم ومَن بعدَهُ من الذين لم يصلنا تاريخهم. انظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ٧ - ٩، المحرر الوجيز ٥/ ٨٠ - ٨١، =


الصفحة التالية
Icon