لعدم شهرته، كقول الطبري: «ومنه قول الهذلي» (١). وشعراء هذيل كثيرون، ولا يتميز الشاعر إلا بالتنقيب عن الشاهد في ديوان أشعار الهذليين لمعرفة قائله، هذا إن كان موجودًا في أشعار الهذليين المجموعة، أو دواوين شعرائهم المرويَّة، وقد لا يعثر الباحث على القائل.
وكذلك قول الطبري: «وكما قال بعض الهذليين... » (٢)، وقول الطبري: «وقال رجل من بني أسد» (٣)، أو قوله: «قال رجل من بني عدي» (٤)، أو قوله: «وقال بعض بني عقيل... » (٥)، وقوله: «وقال بعض بني سُلَيْم» (٦). وأمثال هذه النسبة التي تقرب القائل، ولكنها لا تدل عليه دلالة واضحة.
غير أنه رُبَّما نسب المفسرُ الشاعرَ إلى قبيلته وهو معروف بنسبته تلك دون غيره من شعراء قبيلته، كقول الطبري: «ومنه قول الجعدي» (٧)، وهو النابغة الجعدي دون غيره من بني جعدة لشهرته (٨).
- وربَّمَا نسبه إلى قبيلته بوصفهِ لا بِاسْمِهِ، كقول الطبري:

«وذُكِرَ عن لِصٍّ مِن غَطفان أَنَّه أَراد أن يَخْبُزَ، فَخاف أن يُعْجَلَ عن الخَبْزِ، فَبَلَّ الدقيقَ، وأَكَلَهُ عَجينًا، وقال » (٩). ثم ذكر أبياتًا، فلم يحدد عين القائل، وإنما أشار إليه بوصفه دون اسمه أو لقبه أو ما يقود إلى تحديد عينه.
_________
(١) تفسير الطبري (شاكر) ١١/ ٤٧٩، ١٥/ ٣٧٠.
(٢) تفسير الطبري (شاكر) ١١/ ٢٠٠.
(٣) تفسير الطبري (هجر) ١/ ١٥٥، ٢٤/ ٦٩٦.
(٤) المصدر السابق ٩/ ٦١٩.
(٥) المصدر السابق ٢٤/ ١٧١، ٢٤/ ١٠١، ١٩/ ٥٠٤، ٥٠٥.
(٦) تفسير الطبري (هجر) ٤/ ٦٣٦، وانظر: ١٥/ ٦٢٩، ١٢/ ١٤٦، ١٦/ ٩٨، ١٠/ ٢٠٦، ٢٤/ ٣٥، ١٧/ ٥٢٩.
(٧) المصدر السابق ١٤/ ٥٣٤.
(٨) انظر: الشعر والشعراء ١/ ٢٨٩.
(٩) المصدر السابق ٢٢/ ٢٨٢ - ٢٨٣.


الصفحة التالية
Icon