ويُروى:
........................... خُرُقُ الريحِ بِطُوفانِ المطرْ
وقول الراعي: (١)

تُضْحِي إذا العيسُ أَدركنَا نَكائِثَهَا خَرْقَاءَ يَعتَادُها الطُّوفَانُ والزُّؤُدُ (٢)
وقول أبي النجم:
قَدْ مَدَّ طوفانٌ فبثَّ مَددا شهرًا شآبيب وشهرًا بَرَدَا (٣)» (٤).
فقد أكثر الطبري فأورد ثلاثة شواهد على أن المطر الغزير يسمى طوفانًا، وذلك عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ﴾ (٥) وأن الطوفان في هذه الآية يُحتمل أن يكون مقصودًا به المطر، وهو أحد الأوجه التي قيلت في تفسير هذه الآية، وأنه سائغ من حيث اللغة بدلالة هذه الشواهد الشعرية التي ساقها، ولعل ما ذكره الزجاج من تعليلٍ صحيحٌ في هذه اللفظةِ، فهي مِمَّا لم يعتده العامة.
ومن الأمثلة كذلك قول الطبري عند تفسيره لمعنى كلمة «عصيب» حيث قال: «وأما قوله: ﴿يَوْمٌ عَصِيبٌ﴾ [هود: ٧٧] (٦) فإنه يقول: قال لوط: هذا اليوم يومٌ شديدٌ شَرُّهُ، عظيمٌ بلاؤهُ. يقال منه: عَصَبَ يومُنا هَذا، يَعْصِبُ، عَصْبًا. ومنه قولُ عَدِيِّ بن زَيدٍ:
وكنتُ لِزَازَ خَصْمِكَ لَمْ أُعَرِّدْ وقدْ سَلكُوكَ في يَومٍ عَصِيبِ (٧)
_________
(١) هو عبيد بن حصين النميري الملقب بالراعي لكثرة وصفه للإبل، من شعراء بني أمية. انظر: مقدمة تحقيق ديوانه ط - ك.
(٢) نَكَائِثَهَا: غَاية مَجهودِها في السير، والزُّؤُدُ: المخيفة المفزعة. انظر: ديوانه ٦١، شرح القصائد الطوال لابن الأنباري ٢٠٥، لسان العرب ٦/ ٥ (زأد).
(٣) الشآبيب هي الدفعات من المطر الغزير. ديوانه ٧٦ جمعه سجيع الجبيلي، وليس في ديوانه الذي جمعه علاء الدين آغا.
(٤) تفسير الطبري (شاكر) ١٣/ ٥٣.
(٥) الأعراف ١٣٣.
(٦) هود ٧٧.
(٧) انظر: مجاز القرآن ١/ ٢٩٤، الأغاني ٢/ ١١١.


الصفحة التالية
Icon