فَلَو أَنّي فَعَلتُ كُنتُ كَمَن تَسـ | ـأَلُهُ وَهوَ قائِمٌ أَن يَقوما (١)؟ » (٢). |
ومن أمثلة ذلك قوله عند تفسير قوله تعالى: ﴿بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾ [البقرة: ١٣٥] (٣) وهو يفسر المقصود بالحنيف في اللغة: «والحنف: الميل في القدمين، وتَحَنَّفَ إذا مَالَ، وأنشد:
وَلكنَّا خُلِقْنَا إذْ خُلقنَا | حَنيفًا دِينُنا عَنْ كُلِّ دِينِ (٤)» (٥). |
وربما يورد الشاهد الشعري بعد غيره من الشواهد اعتضادًا به، وتقوية للتفسير كما في قوله عند تفسير معنى الدين في قوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)﴾ [الفاتحة: ٤] (٦): «ويوم الدين يوم الجزاء، ومنه قولهم: كمَا تَدينُ تُدانُ، وبيتُ الحَمَاسةِ:
وَلَمْ يَبْقَ سِوى العُدْوَانِ | دِنَّاهُمْ كَمَا دَانُوا (٧)» (٨). |
_________
(١) ديوان أبي تمام.
(٢) الكشاف ١/ ٩٠.
(٣) البقرة ١٣٥.
(٤) البيت لأبي قيس صيفي بن الأسلت الأوسي الجاهلي، ورواية البيت كما في السيرة النبوية:
ولكنَّا خُلِقنَا إِذْ خُلقنَا | حَنيفًا دِينُنَا عَنْ كُلِّ جِيلِ |
(٥) الكشاف ١/ ٢٢١.
(٦) الفاتحة ٤.
(٧) الشاهد للفِنْدِ الزِّمَّاني، والبيت من ثاني قصيدة في ديوان الحماسة لأبي تمام ٣٠ وقد تقدم.
(٨) الكشاف ١/ ١١٥ - ١١٦.
(٩) انظر: الكشاف ١/ ٣٥٧، ٣٩٦، ٤٠١، ٤٨٠.