كما قال الشاعر (١):
ليس مَنْ ماتَ فاستراحَ بِمَيْتٍ | إِنَّما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحياءِ (٢) |
ثانيًا: بيان المعنى اللغوي للقراءة.
من الاحتجاج للقراءات المتواترة من حيث اللغة بالشعر قول ابن عطية عند بيان أوجه القراءة في قوله تعالى: ﴿لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (٥٧)﴾ [التوبة: ٥٧] (٦): «وقرأ جُمهورُ الناس: ﴿يَجْمَحُونَ﴾ (٧)، معناه: يُسرعونَ مُصمِّمينَ غيرَ مُنْثَنِيْن، ومنه قول مهلهل:
لقدْ جَمَحْتُ جِمَاحًا في دِمائِهمُ | حتى رأَيتُ ذَوي أَحسابِهِمْ خَمَدوا (٨)». (٩) |
(١) هو عدي بن الرعلاء الغساني.
(٢) انظر: الأصمعيات ١٥٢، معجم الشعراء ٨٦.
(٣) تفسير الطبري (هجر) ٣/ ٥٤ - ٥٥.
(٤) المصدر السابق ٣/ ٥٥.
(٥) انظر: معاني القرآن وإعرابه ٢/ ١٤٤، تهذيب اللغة ١٤/ ٣٤٣.
(٦) التوبة ٥٧.
(٧) قرأ الجميع ﴿يَجْمَحُون﴾، وقرأ الأعمش عن أنس بن مالك (يَجْمَزُونَ) وهي بمعنى القراءة المتواترة. انظر: البحر المحيط ٥/ ٥٥، المحتسب ١/ ٢٩٦.
(٨) ليس في ديوانه المجموع، وهو من القصيدة المذكورة ص ٢٧ في الديوان، وهو مما فات جامع الديوان لاكتفائه بِمَا ورد في العقد الفريد ٥/ ٢٢٠، ونِهاية الأرب ١٥/ ٤٠٢.
(٩) المحرر الوجيز ٨/ ٢٠٦.