وَالْقَلَمِ} [القلم: ١] بإدغام النون في الواو فيهما، ويبقون الغنة، وعن أبي بكر خلاف فيهما، فذكر أبو معشر عن شعيب بالإدغام في ﴿يّس﴾ وبالإظهار في ﴿ن﴾ والذي ذكر الأهوازي وأبو عمرو لشعيب بالإدغام فيهما، وهي رواية ابن مجاهد، وبه قرأت من طريقه.
فأما نون ﴿عسق﴾ [الشورى: ٢]، و ﴿طس تِلْكَ﴾ [النمل: ١] فمخفاة عند الجميع إلا ما ذكر أحمد بن صالح عن ورش من إظهارهما فيهما، ولا ينبغي أن ينكر هذا عنه، فله أصل عند أهل المدينة.

باب النون الساكنة والتنوين:


التنوين نون ساكنة، وسموها تنوينا ليفرقوا بينها وبين النون الزائدة المتحركة التي تكون في التثنية والجمع، وفي هذا الباب مختلف فيه، وأكثره متفق عليه.
وجرت عادة القراء بذكر المتفق عليه للحاجة إليه.
فأحوال النون والتنوين أربع: إدغام، إظهار، إبدال، إخفاء.
ذكر الإدغام:
الحروف التي تدغم النون والتنوين فيها خمسة: الراء، واللام، والميم، والواو، والياء١، يجمعها "لم يرو" سواء كان سكون النون لازما أو بجازم، وسواء ثبتت في الخط على الأصل أو حذفت فيه على اللفظ، وذلك نحو "مِن رَّبِّكُمْ"، و"أَن لَّمْ يَكُنْ رَبُّكَ" [الأنعام: ١٣١] و"غَفُور رَّحِيمٌ"، و"فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا" [البقرة: ٢٤]، و"إِن لَّمْ يَكُنْ لَهُنَّ" [النساء: ١٢]، و"هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" [البقرة: ٢]، و"أُمَم مِّمَّنْ مَعَكَ" [هود: ٤٨]، و"وَإِنْ يَكُن لَّهُمُ" [النور: ٤٩]، و ﴿يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾ [الحاقة: ١٦]، و ﴿فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ﴾ [الكهف: ٢٩]، و ﴿مِنْ وَاقٍ﴾ [الرعد: ٣٤]، ﴿وَمَنْ يَقُلْ﴾ [الأنبياء: ٢٩]، و ﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ﴾ [الأنفال: ١٦]، و ﴿يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ﴾ [الروم: ٤٣].
١ لم يذكر النون؛ لأنها مع الساكنة من باب المثلين الصغير، وسبق حكمه وهو الإدغام.


الصفحة التالية
Icon