وقد قرأت على أبي القاسم بمثل ذلك لأبي عمر عن الكسائي من طريق أبي الفرج الرصاص، عن أبي الخفاف، عن أبي الزعراء عنه.
وذكر الأهوازي قال: قال لي أبو عبد الله اللالكائي: قرأت على أبي الفرج الرصاص في الختمة الأولى بالإدغام عند الياء والواو، وفي الختمة الثانية بالإدغام والإظهار١، وكيف قرأت أجازني عنه.
الباقون بالإدغام فيهما بغنة.
فإن كانت النون قبل الياء والواو في كلمة أصلا فهي مظهرة٢ بلا خلاف، لئلا يلتبس بالمضاعف نحو: ﴿الدُّنْيَا﴾، و ﴿بُنْيَانٌ﴾ [الصف: ٤]، و ﴿قِنْوَانٌ﴾ [الأنعام: ٩٩]، و ﴿صِنْوَانٌ﴾ [الرعد: ٤] وما أكثر من يظهر النون في هذا من القرأة إظهارا عنيفا مستشنعا، فليجتنب ذلك.
وقال سيبويه: "اوَّجل في "انفعل" من الوجل" ونظير قولهم: "من يقول" فأدغموا و"الدنيا" فأظهروا، قول بعض العرب: أبو يوب في "أبي أيوب" وكذلك المنفصلة كلها، ويقولون: سوة بنقل الحركة، ولا يثقلون في كلمته مخافة الالتباس بالمضاعف، وحكى سيبويه أن بعض هؤلاء يقول: سوة، فيجري المتصل مجرى المنفصل، ويشبهه به، ولا يجوز على هذا إدغام ﴿قِنْوَانٌ﴾، و ﴿صِنْوَانٌ﴾.
وأما عند الراء واللام، فقرئ على أبي علي الصدفي وأنا أسمع، عن أبي طاهر بن سوار قال: روى شيخنا أبو علي العطار عن النهرواني عن أهل الحجاز وابن عامر تبقيتها -يعني الغنة- عندهما، يعني عند الراء واللام.
وقال الأهوازي: الرواية عن نافع وعاصم وابن عامر في قول أهل العراق عنهم إظهار الغنة عند الراء واللام، وكذلك ذكره أبو بكر النقاش عن ابن كثير فيما حدثني أبو بكر الضبي عنه، وقرأة البغداديين على إدغامها عندهما عن الجماعة.

١ أي: بإظهار الغنة، والمشهور بالإدغام مع غنة.
٢ أي: النون.


الصفحة التالية
Icon