﴿عِيسَى﴾ بين بين لأبي عمرو، ويخلص له الفتح في "يحيى وموسى".
وقد اختلفت الرواية عن اليزيدي في ذلك، فقال أحمد بن جبير في "جامعه" عنه: موسى وعيسى بالكسر١، وقال في "مختصره": بالفتح، ولم يذكر ﴿يَحْيَى﴾ بشيء.
وروى الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي فيهن بالفتح.
وحكى الخزاعي عن الحسن بن سعيد المطوعي قال: الإمالة طريق الرواية، والقراءة بالفتح.
وحكى الأهوازي أن الفتح في "موسى، وعيسى" اختيار ابن مجاهد في قراءة أبي عمرو، وقال: وقرأت أيضا على أصحاب ابن مجاهد "موسى، وعيسى، ويحيى" بين الفتح والكسر فيهن٢.
وقال عثمان بن سعيد: وكذلك قرأت له من جميع الطرق، يعني بين الفتح والكسر، وحكاه عن الشذائي عن ابن مجاهد وغيره.
وذكر الأهوازي عن ابن حبش عن أبي شعيب فيهن بالكسر، والظاهر من "المنتهى" الفتح.
وعلى ما قررنا من صحة أوزان هذه الكلم يجب أن يمال لأبي عمرو ﴿عِيسَى﴾ وحده، فإن أخذت له بإمالة بين بين في "موسى، ويحيى" فعلى أنه أمال ما ليس وزنه "فُعْلى، وفَعْلى" وليس من أصل قوله إمالة ما خرج عن الأوزان الثلاثة، ولكن الرواية قوية في إمالتها، فالفتح أقيس والإمالة آثر، والله أعلم.
وأما ﴿أَنَّى﴾ وجملة ما في القرآن منه ثمانية وعشرون موضعا، فحدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، حدثنا أبو محمد مكي، عن أبي الطيب، عن أبي سهل، عن ابن مجاهد أنه كان يجيز في ﴿أَنَّى﴾ أن يكون "فَعْلى"، و"أفْعل" وكان
٢ أي: بين بين.