والتفخيم عندهم فيما عدا ما ذكرنا من اسم الله تعالى مجتنب مكروه.
قال الحسن بن مخلد: كان القراء يكرهون تغليظ اللامات في القرآن كله.
وحكى أبو طاهر في كتاب "البيان" عن ابن جبير عن سليم عن حمزة، وعن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم ﴿أَلَمْ﴾ بتفخيم اللام.
وحكى المصريون عن ورش تغليظها إذا لم تكن حركتها الكسر، ووقع بينهم من الاختلاف عنه نحو ما وقع في الراءات، وأنا أبين ذلك إن شاء الله.
اعلم أن الذي اتفق عليه أهل مصر عن أبي يعقوب عن ورش -من تغليظ اللام- هو أن تكون متحركة بالفتح، وقبلها يليها الصاد متحركة بالفتح أو ساكنة، نحو: "الصلاة، ومصلى، ومفصلا، وفيصلب، ومن أصلابكم" وما أشبهه، فهذا لا خلاف بينهم فيه أنه مفخم له.
وكان أبو بكر بن الأذفوي يأخذ بترقيق ما عداه.
وكان أبو الطيب وابنه وأصحابهما يزيدون إلى ذلك تفخيم اللام المفتوحة إذا كان قبلها يليها الظاء متحركة بالفتح أو ساكنة، على شرط الصاد سواء، نحو "ومن أظلم، وظلموا، وبظلام، وظل وجهه، وظللنا" وشبهه.
وكان أبو عدي وغيره يزيدون إلى ذلك الطاء، سكنت أو تحركت بالفتح إذا انفتحت اللام، مخففة كانت الطاء أو اللام أو مشددتين، نحو: الطلاق، وطلقتم، وطلبا، وبطل و ﴿مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ وشبهه.
وبهذا كان أبو عمرو يأخذ، ويذكر أنه كذلك قرأ على خلف بن خاقان وفارس بن أحمد.
وكان ابن سفيان يزيد إلى ذلك من طريق المهدوي تفخيم اللام المفتوحة إذا كانت قبلها ضاد ساكنة نحو: ﴿أَضْلَلْتُمْ﴾ [الفرقان: ١٧] فإن تحركت الضاد رقق كالجماعة، نحو ﴿ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ﴾، و"ضلوا".
فقد حصل الخلاف في اللام مع حروف الإطباق الأربعة.