وأجاز له أبو عمرو الترقيق على طرد أصله في إمالة ما كان من ذوات الياء بين بين.
وذكر ابن سفيان أنه قرأ على المهدوي بتفخيم اللام من ﴿ثَلاثَةً﴾ حيث وقع، إلا قوله:
﴿بِثَلاثَةِ آلافٍ﴾ [آل عمران: ١٢٤]، ﴿وَثُلاثَ وَرُبَاعُ﴾ [النساء: ٣]، و ﴿فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ﴾ [الزمر: ٦]، و ﴿إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ﴾ [المرسلات: ٣٠] فإنه بترقيق اللام.
قال: وعلى هذا تدل رواية داود بن أبي طيبة. قال: وقد ذكر يونس عن ورش وسقلاب أنه قرأ ﴿ثَلاثَةً﴾ عليهما بالفتح في جميع القرآن، يعني التفخيم، وكثير من المصريين يأخذون به.
قال أبو جعفر: هذا ما جاء عنهم في هذا الباب، واختيار أبي -رضي الله عنه- من ذلك، واختياري ما أخذ به الأذفوي؛ لأنه أقرب إلى ما حكى سيبويه من الألف المفخمة التي ينحى بها نحو ما انقلبت عنه، وهو الواو، كما ينحو من أمال ﴿رَمَى﴾ نحو الياء التي انقلبت عنه.
وقال الأهوازي: أهل العراق ومدينة السلام وأصبهان وخراسان ما يعرفون ذلك عن ورش، ولا يأخذون به.
وقال أبو طاهر بن أبي هاشم: اختلف القراء في تغليظ اللام وترقيقها من ﴿الم﴾، و ﴿المر﴾ وشبهه في جميع القرآن، فروى قنبل وابن ذكوان عن أصحابهما أن اللام رقيقة غير مغلظة، قال ابن ذكوان: وكذلك اللام في جميع القرآن. وقال ابن جبير في مختصره عن سليم عن حمزة: كان يقرأ ﴿الم﴾ يفخم اللام ويملأ بها الفم تفخيما حسنا.
قال أبو طاهر: وقرأت على أبي بكر وأبي عثمان بترقيق هذه اللام، وكل لام مشددة قبلها كسرة أو ياء.
قال: وقال الرازي عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر: ﴿الم﴾


الصفحة التالية
Icon