فالضرب الأول: لا خلاف من أصحاب الإمالة في الوقف عليه بالإمالة، سواء كان مرسوما في الخط بألف نحو: ﴿أَحْيَا النَّاسَ﴾ [المائدة: ٣٢]، و ﴿الرُّؤْيا الَّتِيِ﴾ [الإسراء: ٦٠]، و ﴿طَغَا الْمَاءُ﴾ [الحاقة: ١١] أو بياء نحو: ﴿مُوسَى الْكِتَابَ﴾، و ﴿عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ﴾، و ﴿ذِكْرَى الدَّارِ﴾ [ص: ٤٦] و ﴿الْقُرَى الَّتِي﴾ [سبأ: ١٨]، و ﴿الْقَتْلَى الْحُرُّ﴾ [البقرة: ١٧٨] وشبهه.
وقرأت من طريق الأهوازي عن الخضر بن الهيثم الطوسي عن أبي شعيب بإمالة الراء فيما فيه راء من ذلك نحو: ﴿الْقُرَى الَّتِي﴾، و ﴿نَرَى اللَّهَ﴾ [البقرة: ٥٥]، و ﴿يَرَى الَّذِينَ﴾ [البقرة: ١٦٥].
وبه قرأت على أبي -رضي الله عنه- في رواية أبي عمران، عن أبي شعيب قراءته على أصحاب عثمان بن سعيد.
وذكر عثمان أنه كذلك قرأ، وأنها رواية أبي العباس الأديب وأحمد بن حفص الخشاب عن أبي شعيب، وأن أبا عمران قد كان يأخذ بالفتح فيه.
وبالفتح في ذلك قرأت أنا من طريق ابن حبش عن أبي عمران.
وبه قرأت على شريح بن محمد عن قراءته على أبيه من طريق أبي أحمد عن أبي عمران.
وقرأت عليه مرة بالإمالة فرده علي وقال: ليس هذا من روايتنا، أو نحو هذا.
وبالوجهين آخذ في رواية أبي عمران موسى بن جرير حسبما قرأت به.
وذكر عن الكسائي الوقف على ﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ﴾ [الرحمن: ٥٤]، و ﴿طَغَا الْمَاءُ﴾ [الحاقة: ١١] بالفتح لوقوعهما في الخط بألف، وأنه رجع إلى الإمالة. والإمالة المعمول بها لحمزة والكسائي، وما كتب بالألف من هذه الكلم فوجهه الجمع في الرسم بين مذهب من أمال ومن فتح، ولا يحمل ﴿طَغَا﴾ على أنه كُتب بالألف على لغة من قال: طغوت؛ لأن الذي جاء في القرآن لغة أصحاب الياء؛ لأن فيه "الطغيان": ﴿وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ﴾ [البقرة: ١٥] فأما قوله تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾