ذكر المضمومتين:
وهما في موضع واحد، في قوله تعالى: ﴿أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ﴾ في [الأحقاف: ٣٢].
فورش وقنبل يخففان الثانية، واختلفت عبارة القراء لهما على ما قدمناه في الفصلين قبل، والوجه بين بين.
وقال أبو محمد مكي: "البدل أحسن في قراءة ورش خاصة؛ لأن الرواية عنه أنه مد الثانية".
وقالون والبزي يجعلان الأولى بين بين، أي: بين الهمزة والواو.
وأبو عمرو يسقطها، والوجه في ذلك بين بين، والباقون يحققونهما معا.
قال لي أبي -رضي الله عنه: مذهب سيبويه أن همزة بين بين متحركة، ومذهب الكوفيين أنها ساكنة، فيمكن أن يحمل ما جاء من عبارة القراء في مذهب من سهل إحدى الهمزتين في هذه الأبواب، إذ عبروا بالمد على مذهب الكوفيين، فلا يخرج ذلك عن التخفيف بين بين إلى غيره، على أنهم أكثر ما يعبرون بالبدل، والله أعلم.
القسم الثاني:
من الهمزتين المتحركتين في كلمتين:
وذلك المختلفتا الحركة، وهما يجيئان على خمسة أضرب:
الأول: مضمومة ومفتوحة، نحو: ﴿السُّفَهَاءُ أَلَا﴾ [البقرة: ١٣]، و ﴿يَا سَمَاءُ أَقْلِعِي﴾ [هود: ٤٤]، و ﴿الْبَغْضَاءُ أَبَدًا﴾ [الممتحنة: ٤].
الثاني: مفتوحة ومضمومة، عكس الأول، وذلك في موضع واحد، قوله تعالى: ﴿جَاءَ أُمَّةً﴾ [المؤمنون: ٤٤].
الثالث: مكسورة ومفتوحة، نحو: ﴿مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ﴾ [البقرة: ٢٨٢]،


الصفحة التالية
Icon