باب نقل الحركة:
كان ورش يحذف كل همزة في أول كلمة إذا كان قبلها ساكن، وينقل حركتها إليه، أي حركة كانت، إذا كانا من كلمتين، ما لم يكن الساكن حرف مد ولين، أو ميم الجميع، وهذا إذا وصل. وإذا وقف حقق الهمزة لابتدائه بها.
وقد قسم أبو عمرو الساكن الواقع قبل الهمزة على ثلاثة أضرب:
الأول: أن يكون تنوينا نحو: ﴿حَامِيَةٌ، أَلْهَاكُمُ﴾ [القارعة: ١١]، [التكاثر: ١]، و"مِنْ نَبِيءٍ إِلَّا" [الأعراف: ٩٤]، و ﴿عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا﴾ [يونس: ٢]، و"كُفُؤا أَحَدٌ" [الإخلاص: ٤]، و ﴿مُبِينٌ، أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ﴾ [نوح: ٢، ٣] ونحوه.
الثاني: أن يكون لام التعريف نحو "الأرض، والآخرة، والآزفة، والأولى، والأذن" وشبهه.
الثالث: أن يكون سائر حروف المعجم نحو:
﴿مَنْ آمَنَ﴾، و ﴿قَدْ أَفْلَحَ﴾، و ﴿خَلَوْا إِلَى﴾ [البقرة: ١٤]، و ﴿أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ﴾ [الصافات: ٦٩]، و ﴿نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ﴾ [المائدة: ٢٧] و ﴿ذَوَاتَيْ أُكُلٍ﴾ [سبأ: ١٦] وشبهه.
قال أبو جعفر: أفرد التنوين لكونه زائدا، وحرف التعريف لاتصاله في الخط، وقد قضى النحويون بانفصاله؛ لأنه من حروف المعاني كقد، لا من حروف الزيادة التي هي من البناء، كميم اسم الفاعل.
وأما قوله تعالى: ﴿كِتَابِيَهْ، إِنِّي﴾ [الحاقة: ١٩، ٢٠] على مذهبه في إثبات هاء السكت في الوصل، فلم يأت فيه عنه من طريق أبي يعقوب نص.
وذكر الأهوازي أن الأصبهاني روي عنه تحقيق الهمزة.
وذكر أبو عمرو أن عبد الصمد نص عليه بنقل الحركة إلى الهاء، قال: ولم يذكر ذلك منصوصا عنه غيره، وعامة أصحاب أبي يعقوب على ترك النقل.
وعليه عول أبو محمد وأبو عمرو، وبه قرآ وأخذا.