أصله، ووافقه أيضا قالون فنقل الحركة فيهما، وقد ذكرنا حكم همزة الوصل فيه قبل.
فأما ﴿عَادًا الْأُولَى﴾ في [النجم: ٥٠] فقرأه نافع وأبو عمرو بضم اللام بحركة الهمزة التي هي فاء الفعل، وإدغام التنوين فيها.
وتفرد قالون بهمز عين الفعل من طريق مكي، وأبي عمرو.
وقال الأهوازي، والخزاعي كأبي عمرو.
فأما الابتداء بهذه الكلمة فيتجه لأبي عمرو، وقالون ثلاثة أوجه:
أحدها: "الولى" بإثبات همزة الوصل، وهو الذي يذهب إليه سيبويه لأنه حكى الحمر، وقال: شبهوها بهمزة أحمرة.
الثاني: "لُولى" بحذف همزة الوصل، وهو قياس ما فعله أبو عمرو من الإدغام.
الثالث: "الأولى" بإثبات همزة الوصل، ورد الهمزة التي هي فاء الفعل.
ويمتنع هذا الوجه الثالث في مذهب ورش؛ لأنه ينقل الحركة، ويتجه في مذهبه الوجهين الأولين.
واختيار أبي -رضي الله عنه- لهم من هذه الوجوه "ألولى" بإثبات همزة الوصل مع نقل الحركة؛ لأنه هو الذي ذكر سيبويه.
واختيار أبي علي الفارسي لهم "لُولى" بالنقل وحذف همزة الوصل، وإن كان لم يذكره سيبويه فقد حكاه أبو الحسن الأخفش، وهو الذي يشبه قول نافع وأبي عمرو من الإدغام.
واختيار عثمان بن سعيد لقالون وأبي عمرو ﴿الْأُولَى﴾ بإثبات همزة الوصل، ورد فاء الفعل؛ لأن الموجب لتحريك اللام من التقاء الساكنين قد زال بحكم الوقف.