قال أبو جعفر: وحكى أبو الفضل الخزاعي قال: قال أبو ربيعة في كتابه لقراءة المكيين: "وأما قنبل فلم يكن له كتاب، ولكن رواية وحفظ يحفظ عن أصحابه، وكذلك أنا إنما حفظت قراءته وروايته عن النبال١؛ لأني قرأت عليه دهرا، وختمت عليه ما لا أحصيه، فحفظت قراءته من فيه، ومن رده علي حفظا" هذا آخر كلام أبي ربيعة، والله أعلم بصواب ذلك.
قال أبو جعفر: وليس بين ابن عبد الرزاق وابن مجاهد خلاف على ما قرأنا به من طريق أبي الطيب عنه، وأرى ذلك؛ لأن أبا الطيب اعتمد على رواية ابن مجاهد عن قنبل، وإسناده إلى ابن مجاهد فيه نزول؛ لأنه قرأ على أبي سهل، قال: قرأت على أبي الحسن على ابن سعيد بن ذؤابة على ابن مجاهد، على قنبل، ولم يقل أبو سهل: على ابن مجاهد بغير قراءة عاصم رواية أبي بكر عنه وحده.
وقد أخذت طريق ابن عبد الرزاق عن قنبل تلاوة وسماعا من طريق أبي الحسن علي بن إسماعيل الخاشع، وأبي القاسم عبد الله بن اليسع الأنطاكي، وأبي العباس المطوعي، وغيرهم، كلهم قرأ على ابن عبد الرزاق، وعندهم عنه حروف خالف فيها ابن مجاهد.
وقد حدثنا أبو داود أنه سمع أبا عمرو قال: سمعت فارس بن أحمد يقول: انفرد ابن مجاهد عن قنبل بعشرة أحرف، ولم يتابعه عليها أحد من أصحابه.
وقرأ قنبل على أبي الحسن أحمد بن محمد بن عون النبال، وقال: قرأت على أبي الإخريط وهب بن واضح قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله القسط قال: قرأت على شبل بن عباد ومعروف بن مشكان، قالا: قرأنا على ابن كثير.
وأما رواية البزي: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي علي الحضرمي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي القاسم الخزرجي.
وقرأت بها القرآن كله على أبي القاسم فضل الله بن محمد بن وهب الله المقرئ،