و ﴿إِسْرائيلَ﴾ ونحو ذلك. وأقصر المد ﴿أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ﴾ لا يمد مثل "خائفين، والملائكة" ونحوه.
قال أبو جعفر: وهذه الحكاية غير مفهومة، وقد أنكر أبو بكر الشذائي قوله: في موضع ألفين، وقال: لا معنى له.
قال الخزاعي: وقال العبسي عنه: المد كله سواء، قال: وقال البزار عن خلاد عن سليم: كل المد عند حمزة سواء، يمد بين المد والقصر في كل القرآن، وهو اختيار ابن مجاهد، وبه قرأت من طريقه.
قال أبو جعفر: وهو الذي قرأت أنا به، فإن كانت الهمزة طرفا نحو "السماء، وماء، والسراء، والضراء" ونحوه، ووقفت عليها فعندي أنه يكون المد أطول؛ لأنه قد اجتمع فيه ما افترق في ﴿جَاءَ﴾، و ﴿الضَّالِّينَ﴾ فإن خففت هذه الهمزة على مذهب حمزة وهشام احتُمل المد وتركه، وقد أحكمت ذلك قبل.
وما مُد لساكن بعده أحق وأولى بتمكين المد مما مُد لهمزة بعده؛ لأن المد للهمزة إنما هو على التشبيه بما مُد للساكن، والمد لالتقاء الساكنين لا بد منه، ألا ترى أنه لا يجتمع في الوصل ساكنان في كلامهم، وأنه لا بد من تحريك أو حذف، وهذا المد في ﴿الضَّالِّينَ﴾ وبابه عوض من الحركة، فيصير الساكن لأجل المد بمنزلة ما كان الحرف الذي قبله متحركا، ألا تراهم في المنفصل فروا إلى الحذف نحو: ﴿قَالُوا اطَّيَّرْنَا﴾ [النمل: ٤٧]، و ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ﴾ [المائدة: ٥٤] و ﴿وَأُولُو الْعِلْمِ﴾، و ﴿قَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ [النمل: ١٥] ونحوه إلا "عنهو تلهى" [عبس: ١٥] للبزي، وقد ذكرناه.