لأبي عمرو مدا تاما.
والذي قرأت به على أبي-رضي الله عنه- وسائر شيوخنا المد من طريق الدوري، والاعتبار من طريق أبي شعيب، إلا ابن شريح فإني قرأت عليه لهما بالمد.
وذكر الأهوازي عن أبي الحسن الخاشع، عن جماعة من أصحاب قنبل، منهم ابن الصباح، وابن بقرة، وابن عبد الرزاق، عن قنبل، وعن ابن الحباب عن البزي مد حرف لحرف، قال: كمد الكسائي سواء.
وبذلك قرأت على أبي القاسم -رحمه الله- من هذين الطريقين عن قنبل، وعن البزي.
وذكر أبو الفضل الخزاعي عن أبي ربيعة عن قنبل مد ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ حيث وقع١، قال: ممدود مهموز، قال الخزاعي: وقياس روايته عن البزي يوجب المد، والله أعلم.
قال أبو جعفر: والذي قرأت به لابن كثير على شيوخنا الاعتبار إلا ما ذكرت مما قرأت به على أبي القاسم، وأنا أستحسن حكاية الخزاعي في مد ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ وآخذ به للجميع ممن اعتبر.
وأما قالون فذكر أبو محمد مكي لأبي نشيط المد، وذكر عثمان بن سعيد عنه الوجهين، وروى أبو أحمد الفرضي عن ابن بويان لأبي نشيط الاعتبار، وهو الذي ذكر الخزاعي والأهوازي لقالون من طرق أبي نشيط كلها، ومن جميع الطرق عنه إلا أبا سليمان وحده عن قالون.
وقرأت على أبي القاسم لهشام باعتبار المد، وقرأت على أبي -رضي الله عنه- وعلى ابن شريح بالمد.
وقد ذكر الأهوازي عن الحلواني والهاشمي عن القواس عن ابن كثير: البتر في جميع ما كان من كلمتين، قال: وهو حذف الألف والياء والواو من سائرهن، قال:

١ نحو: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا﴾، ﴿لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾، ﴿لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ﴾ وهو المعروف بمد التعظيم، ومقداره التوسط، ويكون معه قصر المنفصل، بمعنى يقصر نحو: ﴿فِي أَنْفُسِكُمْ﴾، ﴿بِمَا أُنْزِلَ﴾، ﴿قَالُوا آمَنَّا﴾ مع التوسط في ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ ونحوه.


الصفحة التالية
Icon