وكذلك تسقط إن لقيت ساكنا نحو: ﴿هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾، و ﴿هَذِهِ الْأَنْعَامِ﴾.
الرابع هاء العوض: وهي التي دخلت على "ما" الاستفهامية في مذهب البزي في الوقف نحو "لمه، وفلمه، وفيمه، وبمه، وممه، وعمه" وشبه ذلك، دخلت عوضا من المحذوف وهو الألف في "ما" في جميع ذلك وشبهه، والله أعلم.
الخامس هاء السكت: وهي هاء ساكنة زِيدت في الوقف لبيان الحركة، وحقها أن تسقط في الإدراج.
اختلفوا في إثباتها وحذفها في خمسة مواضع: في [البقرة: ٢٥٩] ﴿يَتَسَنَّهْ﴾، وفي [الأنعام: ٩٠] ﴿اقْتَدِهْ﴾، وفي الحاقة: ﴿عَنِّي مَالِيَهْ﴾ [٢٨] ﴿عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ [٢٩]، وفي [القارعة: ١٠] ﴿مَا هِيَهْ﴾.
فأسقطها حمزة فيهن في الوصل.
تابعه الكسائي في ﴿يَتَسَنَّهْ﴾، و ﴿اقْتَدِهْ﴾ وأثبتها فيما عداهما.
الباقون: ساكنة وصلا ووقفا فيهن، إلا ما جاء عن ابن عامر في ﴿اقْتَدِهْ﴾ فإن هشاما روى كسر الهاء فيه من غير صلة بياء في الوصل، ويقف بالإسكان.
وكذلك قرأت لابن ذكوان من طريق الأهوازي عن أهل العراق، والمشهور عنه كسر الهاء فيه، وفصلها بياء في الوصل، ويقف بالإسكان. نص عليه الأخفش كذلك.
قال أبو جعفر: وبه قرأت من طريق النقاش وغيره، وليست الهاء على هذا للسكت، ولكن ضمير المصدر، أي: اقتدِ الاقتداء، وكذلك ﴿يَتَسَنَّهْ﴾ في من أثبت في الوصل، الهاء لام الفعل أو بدل.
السادس هاء الكناية عن المذكر:
وهي تتصل بالأسماء والأفعال والحروف، وهي كثيرة الدور في القرآن جدا، وهي تنقسم قسمين: متفق عليه، ومختلف فيه.


الصفحة التالية
Icon