وفيها أيضا وحدها فقط "فارقوا دينهم" بألف دون الحرف الذي في الروم.
وفي بني إسرائيل ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ﴾ برفع التاء.
وفي الكهف: ﴿أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ بإسكان السين، ورفع الباء.
وفي الأنبياء: ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ﴾ بألف، وفتح الحاء.
وفي التحريم: ﴿عَرَّفَ بَعْضَهُ﴾ بالتخفيف.
وذكر الشموني كسر السين في ﴿تَحْسَبَنَّ﴾ وبابه، وجعله من قراءة عاصم لا من اختيار أبي بكر، هكذا ذكر الأهوازي.
وحدثنا أبو داود عن أبي عمرو، عن فارس، وحدثنا أبو الحسين يحيى بن إبراهيم، عن عبد الجبار بن أحمد المقرئ، كلاهما عن عبد الله بن أحمد، عن النقار، عن القاسم، عن الشموني قال: قال لي أبو يوسف الأعشى: قال لي أبو بكر: أنا أدخلت هذه الحروف من قراءة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يعني: في قراءة عاصم. وذكر الحروف وفيها ﴿يَحْسَبُ﴾ و ﴿يَحْسَبُونَ﴾ كل شيء في القرآن بكسر السين في الاستقبال، وذكر فيها ﴿فَأْذَنُوا﴾ مقصورا. وكذلك ذكره الخزاعي عن شيوخه عن ابن يونس.
وحدثني أبو القاسم، عن أبي معشر، عن الحسين، عن الخزاعي عن شيوخه عن الشموني بهذه الحروف، وكذلك قرأت عليه -رحمه الله- من طريق الأعشى كما اختار أبو بكر، وبذلك أخذ من طريق الأعشى، ولم أذكره في هذا الكتاب، ولكن الباب اقتضى ذكر هذا عنه. وكذلك قال البرجمي عن أبي بكر: إنه خالف عاصما في عشرة أحرف.
وسمى هذه الحروف، وزاد فيها ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ﴾ [البقرة: ٢٨٠] بضم السين، وذكر ﴿فَأْذَنُوا﴾ ولم يذكر ﴿عَرَّفَ﴾ ولا ﴿تَفْجُرَ﴾ ولا "فارقوا" الثاني١، ولم يذكر ﴿تَفْجُرَ﴾ فيما أعلم إلا ابن يونس عن التيمي عن ابن غالب، انفرد به، ولم يأت عن يحيى بن آدم شيء من هذا فيما أعلم.

١ أي: موضع الروم.


الصفحة التالية
Icon