فأما المنقوص، وتاء المخاطب المذكر والمؤنث، وتاء المتكلم فقد ذكرنا أنها لا تدغم في مثلها، فإدغامها في مقاربها أبعد.
وقد جاءت في القرآن مع الجيم والثاء والسين والطاء والذال والشين، ولم تجئ مع الأحرف الباقية، وذلك نحو: ﴿دَخَلْتَ جَنَّتَكَ﴾ [الكهف: ٣٩]، ﴿فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا﴾ [هود: ٣٢]، ﴿كُنْتَ ثَاوِيًا﴾ [القصص: ٤٥]، ﴿رَأَيْتَ ثَم﴾ [الدهر: ٢٠]، ﴿أُوتِيتَ سُؤْلَكَ﴾ [طه: ٣٦]، ﴿فَلَبِثْتَ سِنِينَ﴾ [طه: ٤٠]، ﴿لَمْ يُؤْتَ سَعَةً﴾ [البقرة: ٢٤٧]، ﴿لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا﴾ [الإسراء: ٦١]، ﴿وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ﴾ [النساء: ١٠٢]، ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى﴾ [الإسراء: ٢٦]، ﴿لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا﴾ [مريم: ٢٧]، وقد جاء في ذلك كله إلا السين خلاف.
فأما ﴿دَخَلْتَ جَنَّتَكَ﴾، ﴿فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا﴾ فرواه ابن اليزيدي وابن سعدان وقاسم عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو مدغما.
وأما ﴿رَأَيْتَ ثَمَّ﴾ فرواه الداجوني عن السوسي مدغما، ولا خلاف في إظهار ﴿كُنْتَ ثَاوِيًا﴾.
وأما ﴿لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا﴾ فروى أبو علي الصواف عن شجاع إدغامه.
وأما ﴿وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ﴾ فقرئ على أبي علي الصدفي وأنا أسمع، عن أبي طاهر بن سوار، أخبرنا أبو علي العطار، حدثنا أبو إسحاق الطبري، حدثنا أبو بكر الولي، حدثنا ابن فرح عن الدوري عن اليزيدي: ﴿وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ﴾ مدغما فيما ذكر أنه قرأ به عليه.
وذكر الأهوازي أنه قرأ على الخزاعي عن ابن حبش عن ابن مجاهد بالإدغام.
وذكر الخزاعي أنه كذلك قرأ على أبي محمد بن الكاتب عنه، قال:
وقرأت على آخرين بالإظهار.
وأرى الخزاعي قرأ بالإدغام أيضا على ابن حبش لأبي شعيب، فهو الظاهر من


الصفحة التالية
Icon