الخزاعي، وهي أيضا رواية ابن سعدان عنه، وشجاع عن أبي عمرو، وهو اختيار ابن شنبوذ وغيره، وإليه ذهب عثمان بن سعيد في رواية اليزيدي، وقال: إنه منصوص لأربعة من أصحابه: ابن سعدان، وابن رومي، وابن جبير، وأبي عبد الرحمن ابنه١.
واختيار ابن مجاهد وأصحابه الإظهار لخفائها إذا أزيل عنها حركتها وأدغمت.
فإذا لقيت الواو مثلها وهي ساكنة وما قبلها مفتوح، فقد ذكرنا أنه لا خلاف في إدغامها إلا ما يروى عن أبي سليمان والأعشى بخلاف عنهما، والله أعلم.

باب الهاء:


يدغمها في مثلها من كلمتين، تحرك أو سكن ما قبلها، كانت هي موصولة بياء أو واو٢، أو لم تكن نحو: ﴿إِنَّهُ هُوَ﴾، و ﴿جَعَلْنَاهُ هُدًى﴾ [السجدة: ٢٣]، و ﴿زَادَتْهُ هَذِهِ﴾ [التوبة: ١٢٤]، و ﴿فِيهِ هُدًى﴾ [البقرة: ٢]، و ﴿جَاوَزَهُ هُوَ﴾ [البقرة: ٢٤٩] وجملته ثلاثة وتسعون موضعا.
فإن كانتا في كلمة لم يدغم، إلا ما حدثنا أبو القاسم، عن أبي معشر، عن الحسين بن علي، عن الخزاعي قال: حكى القصباني إدغام ﴿جِبَاهُهُمْ﴾ [التوبة: ٣٥]، و ﴿وُجُوهَهُمْ﴾، و ﴿بِأَعْيُنِنَا﴾ قال: وكذلك ما يلتقي من هاءين، ونونين، وكافين في كلمة الجمع.
قال الخزاعي: وقرأت عنه ﴿بِشِرْكِكُمْ﴾ [فاطر: ١٤]، و ﴿يُلْهِهِمُ﴾ [الحجر: ٣]، و ﴿وُجُوهِهِمْ﴾ مظهرا.
قال أبو جعفر: وقلت: من كلمة وكلمتين اتباعا لعبارتهم، وإلا فكل ذلك من كلمتين٣.
١ أي: ابن اليزيدي.
٢ لأن الصلة ثابتة لفظا ووصلا، محذوفة رسما ووقفا، فلا تعتد فاصلا.
٣ لأن الضمير "هم" كلمة فهي ذات معنى سواء اتصلت أم لم تتصل، والضمير "كم" كلمة لكن تتصل وكذا الضمير "أنا".


الصفحة التالية
Icon