وهكذا روي عن جميع المفسرين من التابعين ومن بعدهم١ أنها في الإخبار بدنو أجله ﷺ والاستعداد للقاء ربه.
معاني المفردات والجمل:
قوله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ (إذا) ظرفية شرطية غير عاملة قال الزمخشري ٢: “منصوب بسبح وهو لما يستقبل. قال: والإعلام بذلك قبل كونه من أعلام النبوة “ ٣.
و“ جاء “ فعل ماضٍ مبني على الفتح، وهو فعل الشرط.
قوله: ﴿نَصْرُ اللَّهِ﴾ عونه لك على الأعداء من كفار قريش وغيرهم.
قوله: ﴿وَالْفَتْحُ﴾ فتح مكة.
قال ابن كثير ٤: “والمراد بالفتح ههنا فتح مكة قولاً واحداً، فإن أحياء العرب كانت تتلوم بإسلامها فتح مكة، يقولون إن ظهر على قومه، فهو نبي، فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجاً”.
وكان فتح مكة لعشر مضين من شهر رمضان سنة ثمان من الهجرة، وحين دخلها ﷺ وقف على باب الكعبة ثم قال: “لا إله إلا الله

١ انظر (جامع البيان) ٣٠/٢١٥ ـ ٢١٦.
٢ في (الكشاف) ٤/٢٣٩.
٣ ويحتمل كونها للماضي، بمعنى: إذ قد جاء، وعليه تكون متعلقة بمقدر ككمل الأمر أو أتم النعمة على العباد أو نحو ذلك لا بسبح. انظر (روح المعاني) ٣٠/٢٥٦.
٤ في (تفسيره) ٨/٥٣٠. وقيل المراد فتح مكة وغيره من الفتوح.


الصفحة التالية
Icon