في المدينة إذ قال: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، جاء نصر الله والفتح، جاء أهل اليمن". قيل يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ "قال قوم رقيقة قلوبهم، ليِّنة طباعهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية” ١. وروي زيادة “سخية قلوبهم عظيمة خشيتهم، فدخلوا في دين الله أفواجاً” ٢.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: “لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية” ٣.
وقال ابن كثير ٤: “فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجاً، فلم تمض سنتان حتى استو سقت ٥ جزيرة العرب إيماناً، ولم يبق في سائر قبائل العرب إلا مظهر للإسلام، ولله الحمد والمنة”.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه بكى ذات يوم فقيل له: ما يبكيك؟ قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: “إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً، وسيخرجون من دين الله أفواجاً” ٦.
والمعنى: إذا أتم الله لك النصر على الأعداء وفتح مكة ودخل الناس في دين الله جماعات جماعات فسبح بحمد ربك الخ. ويؤيد هذا ظاهر السياق، وإجراء “إذا” على معناها للاستقبال ويكون في هذا البشارة بحصول ذلك، وذلك علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، ويكون نزول السورة قبل فتح مكة.
٢ ذكرها القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) ٢٠/٢٣٠.
٣ أخرجه البخاري في الجهاد، فضل الجهاد والسير ٢٥٧٥، ومسلم في الحج ١٣٥٣، وأبوداود في المناسك ٢٤٨٠، والنسائي في البيعة ٤١٧٠، والترمذي في السير ١٥٩٠.
٤ في (تفسيره) ٨/٥٣٣، وانظر (الكشاف) ٤/٢٣٩، (الجامع لأحكام القرآن) ٢٠/٢٣٠.
٥ أي: امتلأت إيماناً، انظر: (لسان العرب) مادة (وسق).
٦ أخرجه أحمد ٣/٣٤٣، وانظر (الكشاف) ٤/٢٣٩.