الإشارة إلى أن النصر يستمر للدين، ويزداد عند شكر الله بالتسبيح بحمده واستغفاره، كما قال عز وجل: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ﴾ ١. ولم يزل نصر الله لدينه في عصر النبوة وعصر الخلفاء الراشدين ومن بعدهم لما كانت الأمة شاكرة لله عز وجل، مسبحة بحمده مستغفرة، قائمة بأمره متمسكة بحبله، ولما حدث في الأمة ما حدث من المخالفة لأمر الله أصابها ما أصابها من الضعف والاختلاف والتفرق، ووعد الله بالنصر ثابت لا يتخلف. كما قال عز وجل ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ٢.
وجوب شكر الله على نعمة النصر على الأعداء والفتح للمسلمين وعلى كل نعمة من نعمه عز وجل بتسبيحه وتحميده واستغفاره والتوبة إليه، لقوله: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْه﴾.
مشروعية سجدة الشكر، وقول “سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي” في الركوع والسجود لقوله ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْه﴾.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: وكان رسول الله ﷺ يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: “سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي". يتأول القرآن” ٣.
الإشارة إلى قرب دنو أجله صلى الله عليه وسلم، وحثه ﷺ على ختام عمره بالتسبيح بحمد الله واستغفاره، ليستعد ويتهيأ للقاء ربه ٤.
فضل التسبيح والتحميد والاستغفار، لأن الله أمر بذلك في ختام الأعمار،

١ سورة إبراهيم، آية: ٧.
٢ سورة الروم، آية: ٤٧.
٣ انظر (تيسير الكريم الرحمن) ٧/٦٨٢ ـ ٦٨٣.
٤ انظر (تيسير الكريم الرحمن) ٧/٦٨٣.


الصفحة التالية
Icon