و - أن يكون فراق هذه الدنيا، والرحيل منها دائماً منه على بال، وأن يكثر من ذكر هادم اللذات (الموت) كما قال ﷺ “أكثر من ذكر هادم اللذات” ١.
فمن وفقه الله عز وجل للتفكر في هذه الأشياء كان ذلك ـ بإذن الله عز وجل ـ من أكبر العون له على تقوى الله.
فمن عظم الله عز وجل وقدره دعاه ذلك إلى الفرار إليه واللجوء إليه ومحبته وخوفه ورجائه، ومن تفكر في نعمه عز وجل على العباد دعاه ذلك إلى شكره، ومن تفكر في حقارة الدنيا دعاه ذلك إلى عدم الاغترار بها، ومن تفكر في عظمة الآخرة دعاه ذلك إلى الإقبال عليها والتزود لها، ومن تفكر في ضعفه دعاه ذلك إلى استمداد القوة من القوي المتين، ومن تفكر في قصر عمره دعاه ذلك إلى الحرص على استغلاله بالخير والعمل الصالح، ومن تذكر الموت والرحيل من هذه الدار دعاه ذلك إلى المبادرة بالعمل الصالح أيام الحياة، والاستعداد للدار الآخرة.
الأمر الثاني٢:
أداء ما عليه من حقوق لله تعالى، أو للخلق، والخروج منها كلها وبخاصة حقوق الخلق من الدماء والأعراض والأموال وغير ذلك، فإن حقوق الخلق مبنية على المشاحة، فأمك وأبوك وولدك كل منهم سيطالبك بحقه إن كان له

١ أخرجه الترمذي في الزهد ٢٣٠٧، والنسائي في الجنائز ١٨٢٤، وابن ماجه في الزهد ٤٢٥٨ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقال الترمذي: (حديث حسن صحيح غريب)، وقال الألباني: (حسن صحيح). انظر: (تخريج المشكاة) حديث ١٦١٠، (إرواء الغليل) حديث ٦٨٢، (صحيح سنن ابن ماجه) حديث ٣٤٣٤.
٢ من الأمور التي يستعد بها للقاء الله والدار الآخرة.


الصفحة التالية
Icon