أمّا كلمة (سُبحان) على وزن فُعلان فهي عند أكثر النحويين اسم عَلَم للتسبيح يقوم مقام المصدر مع الفعل. قال الفخر الرازي١. في تفسيره الكبير:"قال النحويون: سبحان اسم علم للتسبيح يقال: سبحت الله تسبيحاً وسبحاناً. فالتسبيح هو المصدر، وسبحان اسم علم للتسبيح، وتفسيره تنزيه الله من كل سوء"٢.
-كما أنّ هذه اللفظة (سبحان) تدلّ على المبالغة في تنزيه الله عزّ وجلّ من عدّة وجوه ذكرها أبو السعود٣ إذ قال: "وفيه ما لا يخفي من الدلالة على التنزيه البليغ من حيث الاشتقاق من السَبْح الذي هو الذهاب والإبعاد في

١ هو محمد بن عمر بن الحسن التيمي البكري، أبو عبد الله، فخر الدين الرازي، الإمام المفسر، قرشي النسب، أصله من طبرستان ومولده في الريّ وإليها نسبته ويقال له (ابن خطيب الري)، رحل إلى خوارزم وما وراء النهر وخراسان، وتوفي في هراة، من المتكلمين، وكان واعظاً بارعاً، أشهر مؤلفاته مفاتيح الغيب في التفسير، والمحصول في علم الأصول، ولد عام ٥٤٤هـ وتوفي عام ٦٠٦هـ (انظر: لسان الميزان لابن حجر ج٤ص٤٢٦؛طبقات الشافعية للسبكي ج٥ ص٣٣؛ البداية والنهاية لابن كثير ج١٣ص٦٠؛ الأعلام للزركلي ج٦ ص٣١٣).
٢ التفسير الكبير للفخر الرازي: ج٢٠ ص١٤٥. وفي لسان العرب قال ابن جنّي "سبحان اسم علم لمعنى البراءة والتنزيه بمنزلة عثمان وعمران، اجتمع في سبحان التعريف والألف والنون وكلاهما علّة تمنع من الصرف" لسان العرب ج٢ ص٤٧١.
٣ هو محمد بن محمد بن مصطفى العمادي، المولى، أبو السعود: مفسر وشاعر، من علماء الترك المستعربين. ولد بقرب القسطنطينية، ودرس ودرّس وتولى القضاء في بلاد متعددة وأضيف إليه الإفتاء عام ٩٥٢؟، من أهم مؤلفاته تفسيره إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم. ولد عام ٨٩٨؟ وتوفي عام ٩٨٢؟. (انظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي ج٨ص٣٩٨؛ الأعلام للزركلي ج٧ ص٥٩).


الصفحة التالية
Icon