وَقَالَ الْحَسَنُ: مَعْنَاهُ فَظَلَّ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارُ يَعْرُجُونَ فِيهَا أَيْ: يَصْعَدُونَ. وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ (١).
﴿لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥) ﴾.
(١) وهو مروي عن ابن عباس، وابن جريج، وقتادة، والضحاك، وإليه ذهب الطبري. واعتمد ابن كثير قول الحسن، وهو ما قاله ابن عطية كذلك. انظر: تفسير الطبري: ١٤ / ١٠-١١ (طبع الحلبي) تفسير ابن كثير: ٢ / ٥٤٨، المحرر الوجيز: ٨ / ٢٨٨، زاد المسير: ٤ / ٣٨٦.
﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (١٦) ﴾.
﴿لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ﴾ سُدَّتْ ﴿أَبْصَارُنَا﴾ قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ (١).
وَقَالَ الْحَسَنُ: سُحِرَتْ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: أُخِذَتْ (٢).
وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: عَمِيَتْ (٣).
وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ " سُكِرَتْ " بِالتَّخْفِيفِ، أَيْ: حُبِسَتْ وَمُنِعَتِ النَّظَرَ كَمَا يُسْكَرُ النَّهْرُ لِحَبْسِ الْمَاءِ. ﴿بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ﴾ أَيْ: عُمِلَ فِينَا السِّحْرُ فَسَحَرَنَا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا﴾ وَالْبُرُوجُ: هِيَ النُّجُومُ الْكِبَارُ، مَأْخُوذَةٌ مِنَ الظُّهُورِ، يُقَالُ: تَبَرَّجَتِ الْمَرْأَةُ أَيْ: ظَهَرَتْ.
وَأَرَادَ بِهَا: الْمَنَازِلَ الَّتِي تَنْزِلُهَا الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ، وَالْكَوَاكِبُ السَّيَّارَةُ، وَهِيَ اثْنَا عَشَرَ بُرْجًا: الْحَمَلُ، وَالثَّوْرُ، وَالْجَوْزَاءُ، وَالسَّرَطَانُ، وَالْأَسَدُ، وَالسُّنْبُلَةُ، وَالْمِيزَانُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْقَوْسُ، وَالْجَدْيُ، وَالدَّلْوُ، وَالْحُوتُ (٤).
وَقَالَ عَطِيَّةُ: هِيَ قُصُورٌ فِي السَّمَاءِ عَلَيْهَا الْحَرَسُ (٥).
(١) وهو قول مجاهد والضحاك. انظر: تفسير الطبري: ١٤ / ١٢.
(٢) وهما قولان متقاربان، وأخرجهما الطبري عن ابن عباس وقتادة أيضا.
(٣) أخرجه الطبري: ١٤ / ١٣. وقد رجح الطبري قول من قال إن معنى ذلك: "أخذت أبصارنا وسحرت، فلا تبصر الشيء على ما هو به، وذهب حد إبصارها، وانطفأ نوره، كما يقال للشيء الحار إذا ذهبت فورته وسكن حد حره: قد سَكَر يَسْكر.
(٤) وهو قول ابن عباس وأبي عبيدة وآخرين. انظر: زاد المسير: ٤ / ٣٨٧، الدر المنثور: ٤ / ٦٩.
(٥) كان في المطبوع "ابن عطية" وكذلك في البحر المحيط، وليس هذا الكلام لابن عطية، وإنما هو "عطية" كما في زاد المسير، وهو مروي أيضا عن ابن عباس. وقال ابن قتيبة: يقال هي اثنا عشر برجا، وأصل البرج: القصر والحسن. انظر: زاد المسير: ٤ / ٣٨٧، مشكل القرآن لابن قتيبة: (١ / ٢٣٨) من القرطين لابن مطرف، الدر المنثور: ٤ / ٦٩.
(٢) وهما قولان متقاربان، وأخرجهما الطبري عن ابن عباس وقتادة أيضا.
(٣) أخرجه الطبري: ١٤ / ١٣. وقد رجح الطبري قول من قال إن معنى ذلك: "أخذت أبصارنا وسحرت، فلا تبصر الشيء على ما هو به، وذهب حد إبصارها، وانطفأ نوره، كما يقال للشيء الحار إذا ذهبت فورته وسكن حد حره: قد سَكَر يَسْكر.
(٤) وهو قول ابن عباس وأبي عبيدة وآخرين. انظر: زاد المسير: ٤ / ٣٨٧، الدر المنثور: ٤ / ٦٩.
(٥) كان في المطبوع "ابن عطية" وكذلك في البحر المحيط، وليس هذا الكلام لابن عطية، وإنما هو "عطية" كما في زاد المسير، وهو مروي أيضا عن ابن عباس. وقال ابن قتيبة: يقال هي اثنا عشر برجا، وأصل البرج: القصر والحسن. انظر: زاد المسير: ٤ / ٣٨٧، مشكل القرآن لابن قتيبة: (١ / ٢٣٨) من القرطين لابن مطرف، الدر المنثور: ٤ / ٦٩.