قَالَ مَالِكٌ: لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَالَ فِي الْبُغْضِ مِثْلَ ذَلِكَ (١).
قَالَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ: مَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا أَقْبَلَ اللَّهُ بِقُلُوبِ أَهْلِ الْإِيمَانِ إِلَيْهِ حَتَّى يَرْزُقَهُ مَوَدَّتَهُمْ (٢).
﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (٩٧) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (٩٨) ﴾
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ﴾ أَيْ سَهَّلْنَا الْقُرْآنَ بِلِسَانِكَ يَا مُحَمَّدُ ﴿لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ﴾ يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا﴾ شِدَادًا فِي الْخُصُومَةِ جَمْعُ "الْأَلَدِّ".
وَقَالَ الْحَسَنُ: صُمًّا عَنِ الْحَقِّ (٣).
قال مجاهد: ١٠/ب "الْأَلَدُّ": الظَّالِمُ الَّذِي لَا يَسْتَقِيمُ (٤).
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: "الْأَلَدُّ" الَّذِي لَا يَقْبَلُ الْحَقَّ وَيَدَّعِي الْبَاطِلَ. ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ﴾ هَلْ تَرَى وَقِيلَ هَلْ تَجِدُ ﴿مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا﴾ أَيْ صَوْتًا "وَالرِّكْزُ": الصَّوْتُ الْخَفِيُّ (٥) قَالَ الْحَسَنُ: بَادُوا جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ عَيْنٌ وَلَا أَثَرٌ (٦).

(١) أخرجه مالك في الموطأ كتاب الشعر باب المتحابين في الله: ٢ / ٩٥٣ والبخاري في الأدب باب الْمِقَةِ (المحبة) من الله: ١٠ / ٤٦١ ومسلم في البر والصلة والأدب باب إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده برقم (٤٢٣٧) :(٤ / ٢٠٣٠) والمصنف في شرح السنة: ١٣ / ٥٥. وانظر فتح الباري: ١٠ / ٤٦٢-٤٦٣.
(٢) انظر: تفسير الطبري: ١٦ / ١٣٣.
(٣) أخرجه الطبري: ١٦ / ١٣٤.
(٤) الطبري: ١٦ / ١٣٣-١٣٤.
(٥) كما قال الشاعر لبيد بن ربيعة العامري:
فتوجست ذكر الأنيس فراعها عن ظهر غيب والأنيس سقامها
انظر: تفسير الطبري: ١٦ / ١٣٥.
(٦) أخرجه عبد بن حميد بنحوه. انظر: الدر المنثور: ٥ / ٥٤٧.


الصفحة التالية
Icon