مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، [وَعُبَيْدُ اللَّهِ] (١) بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، ويؤمن بالبعث ١٤٧/أبَعْدَ الْمَوْتِ، وَيُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ -زَادَ [عُبَيْدُ اللَّهِ] (٢) : خَيْرِهِ وَشَرِّهِ" (٣).
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ وَقَالَ: عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ وَلَمْ يَقُلْ: عَنْ رَجُلٍ، وَهَذَا أَصَحُّ (٤).

(١) في "أ" عبد الله والصحيح ما أثبتناه.
(٢) في "أ" عبد الله والصحيح ما أثبتناه.
(٣) أخرجه الترمذي في القدر، باب ما جاء أن الإيمان بالقدر خيره وشره: ٦ / ٣٥٨، وابن حبان في موارد الظمآن برقم: (٢٣) ص٣٧، والإمام أحمد: ١ / ٢٣٣، والمصنف في شرح السنة: ١ / ١٢٢.
(٤) أخرجه أبو داود الطيالسي١ / ٢٢ (١٠٦) ومن طريقه الترمذي في القدر، باب أن ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشره: ٦ / ٣٥٧، وابن ماجه في المقدمة، باب في القدر، برقم (٨١) : ١ / ٣٢، وابن أبي عاصم: ١ / ٥٩، واللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة: ٣ / ٦٢٠، وصححه الحاكم: ١ / ٣٢ ووافقه الذهبي، والإمام أحمد: ١ / ٩٧. والمصنف في شرح السنة ١ / ١٢٢. وانظر: صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم: (٧٥٨٤).

﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣) ﴾
﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ ﴿وَاحِدَةٌ﴾. يَرْجِعُ إِلَى الْمَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ أَيْ: وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: وَمَا أَمْرُنَا لِلشَّيْءِ إِذَا أَرَدْنَا تَكْوِينَهُ إِلَّا كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ: كُنْ فَيَكُونُ لَا مُرَاجَعَةَ فِيهَا كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ. قَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: يُرِيدُ أَنَّ قَضَائِي فِي خَلْقِي أَسْرَعُ مِنْ لَمْحِ الْبَصَرِ وَقَالَ الْكَلْبِيُّ عَنْهُ: وَمَا أَمْرُنَا لِمَجِيءِ السَّاعَةِ فِي السُّرْعَةِ إِلَّا كَطَرَفِ الْبَصَرِ.
﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ﴾ أَشْبَاهَكُمْ وَنُظَرَاءَكُمْ فِي الْكُفْرِ مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ.
﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ مُتَّعِظٍ يَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ حَقٌّ فَيَخَافُ وَيْعَتَبِرُ.
﴿وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ﴾ يَعْنِي فَعَلَهُ الْأَشْيَاعُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ﴿فِي الزُّبُرِ﴾ فِي كِتَابِ الْحَفَظَةِ، وَقِيلَ: فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ.
﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ﴾ مِنَ الْخَلْقِ وَأَعْمَالِهِمْ وَآجَالِهِمْ ﴿مُسْتَطَرٌ﴾ مَكْتُوبٌ، يُقَالُ: سَطَّرْتُ


الصفحة التالية
Icon