إليه العلم في عصرنا من تقدم مذهل في البحث لا يزال تخلق الاجنة أمرا محيرا للعلماء لا يستطيعون تفسيره أو تعليله ولا يدرون كيف تميزت الخلية الانسانية وتحولت إلى الاعصاب والعظام والعضلات وأجهزة السمع والبصر وغيرها،
إن هذا هو سر الله الكامن في قدرته وإبداعه لانه على كل شى قدير، ولا يحيط أحد بشئ من علمه، سبحانه لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير.
علم الاجنة ظهر من دراسات الاجنة لكثير من الانسان والحيوان أن الجنين أثناء نموه يعيد تاريخه التطورى الذى يقول إن كل حيوان أثناء المراحل المتعاقبة لنموه إنما يعرج في سلم التطور الذى سلكه أجداده من قبل أثناء الازمنة الجيولوجية السحيقة.
ولنأخذ جنين الانسان مثلا لنلاحظ التغيرات التى يمر بها حتى يولد طفلا مكتمل النمو، فهو أول أطواره يكون خلية مفردة تنتج من تزاوج خلية الذكر بخلية الانثى، ثم هو ينقسم وينقسم - شأن الحيوانات الدنيا - ويتزايد في الحجم حتى يصير شيئا يشبه العلقة بداخلها تجويف لقناة الطعام، ثم يأخذ في التصلب فوق هذه القناة هيكل غضروفي ممتد، وفى هذه الفترة يتكون للجنين أربعة أزواج من الفتحات خلف منطقة الاذن تذكرنا بخياشيم التنفس في الاسماك، ويصير الجنين كله أشبه بالسمكة في تلك الفترة، ثم هو ينمو ويتصلب عموده الفقرى، ويقوى شيئا فشيئا، وفى الاسبوع السابع عندما تستبين الاطراف نجد له ذيلا مكونا من خمس أو ست فقرات يجاوز طول الساقين، ثم يبدأ هذا الذيل


الصفحة التالية
Icon