الاقامة فيها والانتفاع بهما، وجعل ما فوقكم من السماء وأجرامها وكواكبها كالبنيان المشيد وأمدكم بالماء الذى هو سبب الحياة والنعمة أنزله عليكم من السماء فجعله سببا في إخراج النبات والاشجار المثمرة التى رزقكم بفوائدها فلا يصح مع هذا أن تتصوروا أن لله نظراء تعبدونهم لانه ليس له مثيل ولا شريك، وأنتم بفطرتكم الاصلية تعلمون أنه لا مثيل له ولا شريك فلا تنحرفوا عن ذلك.
النظرة العلمية: يرى العلم الحديث أن موضع الاعجاز في هذه الآية قوله تعالى والسماء بناها، فقد أثبت العلم بما لا يقيل الشك أن السماء في معناها الواقعي والطبيعي هي كل ما يحيط بالارض من جميع أقطارها ابتداء من الغلاف الجوى الذى يرتفع بنحو ثلاثمائة كيلومتر فوق سطح الارض وكأنه بحر من الهواء حول الكرة الارضية ثم إنه بعد هذا الغلاف الجوى يوجد فراغ كونى تسبح فيه ملايين الاجرام السماوية في أعماقه السحيقة وهى تتجاذب فيما بينها وتتحرك في تماسك واتزان في طبقة بعد طبقة وكأنها البناء المحكم، أو كأنها السقف المبنى فوق الارض، فتبارك الله أحسن الخالقين.
وقال تعالى في سورة الانبياء آية ٣٠: (وجعلنا من الماء كل شئ حى أفلا يؤمنون) تفسير علماء الدين: فسرها المفسرون السابقون بأن الله خلق جميع الاحياء من ماء الذكر والانثى، وأن كل شئ من الكائنات الحية يحتاج إلى الماء في حياته، أفلا يؤمن أهل مكة بمحمد ﷺ وبالقرآن؟


الصفحة التالية
Icon