حكم البسملة:
مشروع للعبد مطلوب منه أن يُبسمل عند قراءة كل سورة من كتاب الله تعالى إلا عند قراءة سورة التوبة فإنه لاييسمل وإن كان في الصلاة المفروضة يبسمل سراً إن كانت الصلاة جهرية.
ويسن للعبد أن يقول باسم الله١. عند الأكل والشرب، ولبس الثوب، وعند دخول المسجد والخروج منه، وعند الركوب، وعند كل أمر٢ ذي بال.
كما يجب عليه أن يقول بسم الله والله أكبر عند الذبح والنحر.
﴿الْحَمْدُ٣ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) ﴾
شرح الكلمات:
﴿الْحَمْدُ﴾ : الوصف بالجميل، والثناء به على المحمود ذي الفضائل والفواضل، كالمدح٤، والشكر٥.
﴿لِلَّهِ﴾ : اللام حرف جر ومعناها الاستحقاق أي: أن الله مستحق لجميع المحامد والله علم على ذات الرب تبارك وتعالى.
الرب: السيد المالك المصلح المعبود٦ بحق جل جلاله.
﴿الْعَالَمِينَ﴾ : جمع عالم وهو كل ما سوى الله تعالى، كعالم الملائكة، وعالم الجن، وعالم الإنس، وعالم الحيوان، وعالم النبات.
٢ لحديث: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر" والحديث وإن كان ضعيفاً فإن العمل به لما في معناه من أحاديث صحاح.
٣ الحمد لله أعظم سورة في القرآن لحديث البخاري عن أبي سعيد بن المعلى أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: "لأعلمنك أعظم سورة في القرآن، وقوله له ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها".
٤ هناك فرق بين المدح والحمد، فالحمد يكون على الجميل الاختياري كما يحمد الله تعالى على لطفه ورحمته وإحسانه. وأما المدح فإنه يكون على الاختياري والاضطراري كما يمدح الإنسان على جمال وجهه وهو ليس فعله وعلى إحسانه الذي هو عمله الاختياري والثناء المدح وتكراره مرة بعد مرة.
٥ الشكر: الثناء باللسان على المنعم بما أولى من النعم، فهو أخص ممن الحمد موردا إذ مورده النعمة فقط وأعمّ متعلقاً إذ متعلقه القلب واللسان والجوارح، لقول القائل:
أفادتك النعماء مني ثلاثة | يدي ولساني والضمير المحجبا |
٦ مما شهد لاطلاق لفظ الرب على المعبود قول الشاعر:
أرب يبول الثعلبان برأسه...
لقد هان من بالت عليه الثعالب