معنى الآية: يخبر تعالى أن جميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال هي له وحده دون من سواه؛ إذ هو رب كل شيء وخالقه ومالكه.
وأن علينا١ أن نحمده ونثني عليه بذلك.
﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيم (٣) ﴾
تقدم شرح هاتين الكلمتين في البسملة. وأنهما اسمان وصف بهما اسم الجلالة "الله" في قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ثناء على الله تعالى لاستحقاقه الحمد كله.
﴿مَالِكِ٢ يَوْمِ الدِّينِ (٤) ﴾
شرح الكلمات:
﴿مَالِكِ﴾ : المالك: صاحب الملك المتصرف كيف يشاء.
﴿ملك﴾ : الملك ذو السلطان الآمر الناهي المعطي المانع بلا ممانع ولا منازع.
﴿يَوْمِ الدِّينِ﴾ : يوم الجزاء٣ وهو يوم القيامة حيث يجزي الله كل نفس ما كسبت.
معنى الآية: تمجيد لله تعالى بأنه المالك لكل ما في يوم القيامة حيث لا تملك نفس لنفس شيئاً والملك الذي لا مَلِكَ يوم القيامة سواه.

١ لأن اللفظ خبر ومعناه الانشاء أي قولوا: الحمد لله.
٢ قرأ حفص ﴿مالك﴾ باسم الفاعل، وقرأ نافع ﴿ملك﴾ بدون ألف وهما قراءتان سبعيتان، والله حقاً هو الملك المالك.
٣ صح تفسير ﴿يوم الدين﴾ بيوم الحساب عن السلف من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولما كان الحساب غايته الجزاء صح إطلاق لفظ الجزاء على يوم الدين، إذ يقال: دانه يدينه بكذا دنيا ودينا، إذا حاسبه وجزاه، وفي الحديث: "الكيس من دان نفسه أي: حاسبها، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني". رواه أحمد والترمذي وغيرهما وهو صحيح.


الصفحة التالية
Icon