﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ١ يُنْفِقُونَ﴾ : من بعض ما آتاهم الله من مال ينفقون وذلك بإخراجهم لزكاة أموالهم وبإنفاقهم على أنفسهم وأزواجهم وأولادهم ووالديهم وتصدقهم على الفقراء والمساكين.
﴿يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ﴾
: يصدقون بالوحي الذي أنزل إليك أيها الرسول وهو الكتاب والسنة.
﴿وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ : ويصدقون بما انزل الله تعالى من كتب على الرسل من قبلك؛ كالتوراة والإنجيل والزبور.
﴿وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ٢﴾ : وبالحياة في الدار الآخرة وما فيها من حساب وثواب وعقاب هم عالمون متيقنون لا يشكون في شيء من ذلك ولا يرتابون لكامل إيمانهم وعظم اتقائهم.
﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ﴾ : الإشارة إلى أصحاب الصفات الخمس السابقة والإخبار عنهم بأنهم بما هداهم الله تعالى إليه من الإيمان وصالح الأعمال هم متمكنون٣ من الاستقامة على منهج الله المفضي بهم إلى الفلاح.
﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾ : الإشارة إلى أصحاب الهداية٤ الكاملة والإخبار عنهم بأنهم هم المفلحون٥ الجديرون بالفوز الذي هو دخول الجنة بعد النجاة من النار.

= في الشرع عبادة ذات ركوع وسجود وتلاوة وتسبيح تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم.
١ الرزق هو: كل ما أوجده الله تعالى في الدنيا للإنسان من صنوف الأموال وضروب المأكولات والمشروبات والملبوسات والمركوبات والمساكن، والمراد بالرزق في الآية: المال صامتاً كان أو ناطقاً.
٢ اليقين: اسم فاعل من يقن الأمر وضح وثبت، والمراد به: العلم الحاصل عن نظر وتفكر موجب لعدم الشك واضطراب النفس.
٣ دل على التمكن من الاستقامة حرف: (على) في قولهم: على هدى من ربهم فإن الاستعلاء، إذ الراكب على الفرس متمكن منها يصرفها كيف يشاء لعلوه عليها.
٤ وهم المتقون أصحاب الصفات الخمس التي هي: الإيمان بالغيب، وإقام الصلاة، وإنفاق مما رزقهم الله، والإيمان بما أنزل على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبما أنزل على من قبله، والإيمان بالآخرة.
٥ الفلاح: مشتق من فلح الأرض إذا شقها، إذ الفلح الشق والقطع كما قال الشاعر:
إن الحديد بالحديد يفلح. أي يشق ويقطع. ومنه الفلاح، وهو الرجل يشق الأرض بالمحراث، وعليه فالمفلح: من شق طريقه بين صفوف أهل الموقف ودخل الجنة، ويطلق الفلاح على الفوز وهو السلامة من المرهوب، والظفر بالمرغوب، قال الشاعر:
لو كان حي مدرك الفلاح...
أدركه ملاعب الرماح...
أي فاز به.


الصفحة التالية
Icon