﴿َآلَ إِبْرَاهِيمَ﴾ : آل الرجل: أهله واتباعه على دينه الحق.
﴿عِمْرَانَ﴾ : رجل صالح من صلحاء بني إسرائيل في عهدهم الأخير: هو زوج حنة وأبو مريم عليهم السلام.
﴿الْعَالَمِينَ﴾ : هم الناس المعاصرون لهم.
امْرَأَتُ عِمْرَانَ} : حنة١.
﴿نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي﴾ : ألزمت نفسها أن تجعله لله يعبده ويخدم بيته الذي هو بيت المقدس.
﴿مُحَرَّراً٢﴾ : خالصاً لا شركة فيه لأحد غير الله بحيث لا تنتفع به أبداً.
﴿مَرْيَمَ﴾ : خادمة الرب تعالى.
﴿إِنِّي أُعِيذُهَا﴾ : أحصنها وأحفظها بجنابك من الشيطان.
﴿وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا﴾ : زكريا أبو يحي عليهما السلام وكانت امرأته أختاً لحنة.
﴿الْمِحْرَابَ﴾ : مقصورة ملاصقة للمسجد.
﴿أَنَّى لَكِ هَذَا﴾ ؟ : من أين لك هذا، أي من أين جاءك.
معنى الآيات:
لما ادعى نصارى وفد نجران ما ادعوه في المسيح عليه السلام من تأليهه وتأليه أمه أنزل الله تعالى هذه الآيات يبين فيها مبدأ أمر عيسى وأمه وحقيقة أمرهما فأخبر تعالى أنه اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران اصطفاهم لدينه واختارهم لعبادته ففضلهم بذلك على الناس وأخبر أنهم ذرية٣ بعضهم من بعض لم تختلف عقائدهم، ولم تتباين فضائلهم وكمالاتهم الروحية، وذلك لحفظ الله تعالى لهم وعنايته بهم. وأخبر تعالى أنه سميع عليم، أي سميع لقول امرأة عمران عليم بحالها لما قالت: ﴿... رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً..﴾ وذلك أنها كانت لا تلد، فرأت في حديقة منزلها طائراً يطعم أفراخه فحنت إلى الولد وسألت ربها أن يرزقها ولداً وتجعله له يعبده ويخدم بيته، فاستجاب الله تعالى لها فحملت ومات زوجها وهي
٢ أي خالصاً لعبادة الله لا تبقي بها أنسا لها ولا خدمة.
٣ ذرية: منصوب على الحال في الآية الكريمة، ولفظ ذرية يطلق على الواحد، وعلى الجمع، ويطلق على الولد والوالد، وهو مشتق من الذرء الذي هو الخلق، فذرأ بمعنى خلق.