﴿أُجُورَهُنَّ﴾ : مهورهن وصدقاتهن.
﴿غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾ : غير مجاهرين بالزنى.
﴿أَخْدَانٍ﴾ : جمع خدن وهو الخليل والصاحب السري.
﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالأِيمَانِ﴾ : أي: يرتد عن الإيمان، فالباء بمعنى عن إذ يقال: ارتد عن كذا...
﴿حَبِطَ عَمَلُهُ﴾ : بطل عمله ما قدمه من الصالحات فلا يثاب عليه.
معنى الآيتين:
ورد أن جبريل عليه السلام أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستأذن فأذن له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأبى أن يدخل لوجود كلب صغير في البيت فقال: "إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب". فأمر النبي بعدها بقتل الكلاب، فقتلت ثم جاء بعضهم يسأل عما يحل لهم من أمة الكلاب، فأنزل الله تعالى هذه الآية: ﴿يَسْأَلونَكَ١ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ﴾ وهي كل ما لذ وطاب مما أباحه الله تعالى ولم ينه عنه، وأحل لكم كذلك صيد ما علمتم من الجوارح وهي الكلاب الخاصة بالاصطياد والفهود والنمور والطيور؛ كالصور ونحوها. مكبلين، أي: مرسلين لها على الصيد لتمسكه لكم، ﴿تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ﴾. أي: تؤدبون تلك الجوارح بالأدب الذي أدبكم الله تعالى به، وحد الجارحة المؤدبة أنها إذا اشليت، أي: أرسلت على الصيد ذهبت إليه وإذا زُجرت انزجرت، وإذا دعيت أجابت. وقوله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُم ٢ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ﴾ يفيد شرطين لحلية الصيد زيادة على كون الجارحة معلمة وهما: أولاً: أن يذكر اسم الله عند إرسال الجارحة بأن يقول: بسم الله هاته مثلاً، والثاني٣: أن لا تأكل الجارحة منه فإن أكلت منه فقد أمسكت لنفسها ولم تمسك لمن أرسلها، اللهم إلا إذا أدركت حية لم تمت
٢ ﴿مما أمْسَكْنّ عَلِيكُم﴾ : على هنا بمعنى اللام، أي: مما أمسكن لكم ولأجلكم؛ كقولهم: سجن على كذا وضرب الصبي على قوله كذا.
٣ ذكر القرطبي الإجماع على أن الكلب إذا لم يكن أسود وعلمه مسلم فيشلي إذا أشلى، ويجيب إذا دُعي، وينزجر بعد ظفره بالصيد إذا زجر وأن يكون لا يأكل من صيده الذي صاده، وأثر فيه بجرح أو تنيب وصاد به مسلم وذكر اسم الله عند ارساله أن صيده صحيح. هذه الشروط داخلة في الشرطين اللذين ذكرتهما الآية، كما في التفسير إلا اشتراط ألا يكون الكلب أسود، وهذا الشرط فيه خلاف.