رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
شرح الكلمات:
﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ﴾ : لأنهم جحدوا الحق، وقالوا كذباً: الله هو المسيح بن مريم.
﴿الْمَسِيحُ﴾ : لقب لعيسى بن مريم عبد الله ورسوله عليه السلام.
﴿مَرْيَمَ﴾ : بنت عمران، من صلحاء بني إسرائيل، والدة عيسى عليه السلام.
﴿يُهْلِكَ﴾ : يميت ويبيد.
﴿قَدِيرٌ﴾ : قادر على إيجاد وإعدام كل شيء أراد إيجاده أو إعدامه.
الأحباء: واحده: حبيب، كما أن الأبناء واحده: ابن.
﴿عَلَى فَتْرَةٍ﴾ : الفترة: زمن انقطاع الوحي لعدم إرسال الله تعالى رسولاً.
﴿بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ﴾ : البشير: المبشر بالخير، والنذير: المنذر من الشر، وهو رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبشر المؤمنين وينذر الكافرين.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في الحديث عن أهل الكتاب، ففي الآية الأولى (١٧) أخبر تعالى مؤكداً الخبر بالقسم المحذوف الدالة عليه اللام الواقعة في جواب القسم، فقال: ﴿لَقَدْ كَفَرَ١ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ٢ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ ووجه كفرهم أنهم جعلوا المخلوف المربوب هو الله الخالق الرب لكل شيء، وهو كفر من أقبح أنواع الكفر، وهذا وإن لم يكن قول أكثر النصارى فإنهم بانتمائهم إلى النصرانية وقولهم بها وانخراطهم في سلك مبادئها وتعاليمها يؤاخذون به، لأن الرضا بالكفر كفر.

١ المراد من ذكر هذا الخبر: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ هو بيان كفرهم بهذه المقالة، لا أنه تقرير لضلالهم ونقضهم الميثاق.
٢ هذا عائد إلى قول بعضهم: إن المسيح لاهوت ناسوت، أي: إله وإنسان. وهو خلط وخبط لا نظير لهما، وأشهر طوائفهم، وهم: اليعقوبية، والملكائية، والنسطورية، ينكرون أن يكون الله هو المسيح، ولكن يقولون: إن عيسى ابن الله، وأنه إله. وهو كذب صراح، وكفر بواح.


الصفحة التالية
Icon