أَهْلُ الأِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٤٧) }
شرح الكلمات:
﴿التَّوْرَاةَ﴾ : كتاب موسى عليه السلام.
﴿هُدىً وَنُورٌ﴾ : الهدى: ما يوصل إلى المقصود، والنور: ما يهدي السائر إلى غرضه.
﴿هَادُوا﴾ : اليهود.
﴿وَالرَّبَّانِيُّونَ﴾ : جمع رباني: العالم المربي الحكيم.
﴿وَالأَحْبَارُ١﴾ : جمع حبر: العالم من أهل الكتاب.
﴿وَكَتَبْنَا﴾ : فرضنا عليهم وأوحينا.
﴿قِصَاصٌ﴾ : مساواة.
﴿وَقَفَّيْنَا﴾ : أتبعناهم بعيسى بن مريم.
﴿الْفَاسِقُونَ﴾ : الخارجون عن طاعة الله ورسله.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في الحديث على بني إسرائيل، إذ قال تعالى مخبراً عما أتى بنى إسرائيل: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ﴾ هدى من كل ضلالة ونور مبين للأحكام مُخرج من ظلمات الجهل ﴿يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ﴾ من بني إسرائيل ﴿النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا﴾ لله قلوبهم ووجوههم فانقادوا لله ظاهراً وباطناً، ﴿لِلَّذِينَ هَادُوا﴾ ٢، ويحكم بها الربانيون من أهل العلم والحكمة من بني إسرائيل ﴿بِمَا اسْتُحْفِظُوا﴾ بسبب استحفاظ الله تعالى إياهم كتابه التوراة فلا يبدلونه ولا يغيرون فيه، ﴿وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ﴾ بأحقيته وسلامته من النقص والزيادة بخلافكم أيها اليهود، فقد حرفتم الكلم عن مواضعه وتركتم الحكم به فما لكم؟ فأظهروا الحق من نعت محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والأمر بالإيمان به، ومن ثبوت الرجم وإنفاذه في الزناة ولا تخشوا
٢ قد تكون اللام هنا بمعنى على، أي: على الذين هادوا، وقد تكون على بابها، ويكون لفظ: عليهم، محذوفًا، أي: يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا. وعليهم فحذف: "عليهم".