يوم الفرقان: أي يوم بدر وهو السابع عشر من رمضان، إذ فرق الله فيه بين الحق والباطل.
التقى الجمعان.: جمع المؤمنين وجمع الكافرين ببدر.
العدوة الدنيا: العدوة حافة الوادي، وجانبه والدنيا أي القريبة إلى المدينة.
بالعدوة القصوى: أي البعيد من المدينة إذ هي حافة الوادي من الجهة الأخرى.
والركب أسفل منكم: أي ركب أبى سفيان وهي العير التي خرجوا من أجلها. أسفل منكم مما يلي البحر.
عن بينة: أي حجة ظاهرة.
لتنازعتم في الأمر: أي اختلفتم.
ويقللكم في أعينهم: هذا قبل الالتحام أما بعد فقد رأوهم مثليهم حتى تتم الهزيمة لهم.
معنى الآيات:
هذه الآيات لا شك أنها نزلت في بيان قسمة الغنائم بعدما حصل فيها من نزاع فافتكها الله تعالى منهم ثم قسمها عليهم فقال الأنفال لله وللرسول في أول الآية ثم قال هنا ﴿واعلموا﴾ أيها المسلمون ﴿أنما غنمتم١ من شيء٢﴾ حتى الخيط والمخيط، ومعنى غنمتم أخذتموه من المال من أيدي الكفار المحاربين لكم غلبة وقهراً لهم فقسمته هي أن ﴿لله خمسه وللرسول ولذي القربى٣ واليتامى والمساكين وابن السبيل﴾ والأربعة أخماس٤ الباقية هي لكم أيها المجاهدون للراجل قسمة وللفارس قسمان لما له من تأثير

١ الغنيمة: ما يناله الرجل أو الجماعة بسعي وهو قتال الكافرين لغرض هدايتهم إلى الإسلام ليكملوا ويسعدوا، قال الشاعر:
وقد طوّفت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب
٢الإجماع على أن هذا الحكم ليس على عمومه بل هو مخصص بقول الإمام: مَن قتل قتيلاً فله سَلَبه، وكذا الرقاب، فالإمام مخيّر فيها بين القتل والفداء والمنّ وليس هذا للغانمين، وكذا السلب فإن من سلب مقاتلاً شيئا كسلاحه وفرسه فهو له أيضاً.
٣ المراد بذي القربى: قرابة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهم بنو هاشم، وهو مذهب مالك، وزاد الشافعي وأحمد: بني المطلب لأن بني هاشم وبني المطلب شيء واحد، ولأن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قسم سهم ذي القربى بين بني هاشم وبين عبد المطلب قال: "إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام، إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد وشبّك بين أصابعه" رواه البخاري.
٤ من باب الإطلاع لا غير أذكر أنّ بعضاً قال: الغنيمة خمسها لله والأربعة أخماس للإمام إن شاء حبسها وإن شاء قسمها على الغانمين وهو قول مخالف لما عليه جمهور الفقهاء.


الصفحة التالية
Icon