شرح الكلمات:
فلعلك: للاستفهام الإنكاري أي لا يقع منك ترك ولا يضق صدرك.
ضائق به صدرك: أي بتلاوته عليهم كراهية أن يقولوا كذا وكذا.
كنز: مال كثير تنفق منه على نفسك وعلى أتباعك.
وكيل: أي رقيب حفيظ.
افتراه: اختلقه وكذبه.
من استطعتم: من قدرتم على دعائهم لإعانتكم.
فهل أنتم مسلمون: أي أسلموا لله بمعنى انقادوا لأمره وأذعنوا له.
معني الآيات:
بعد أن كثرت مطالبة المشركين الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن يحول لهم جبال مكة ذهباً في اقتراحات منها لولا أنزل عليه ملك فيكون معه نذيراً أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها قال تعالى لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿فلعلك نارك بعض ما يوحى إليك﴾ ١ أي لا تتلوه على المشركين ولا تبلغهم إياه لتهاونهم به وإعراضهم عنه ﴿وضائق به صدرك﴾ أي بالقرآن، كراهة أن تواجههم به فيقولوا ﴿لولا أنزل عليه كنز﴾ ٢ أي مال كثير يعيش عليه فيدل ذلك على إرسال الله له ﴿أو جاء معه ملك﴾ يدعو بدعوته ويصدقه فيها ويشهد له بها فلا ينبغي أن يكون ذلك منك أي فبلغ ولا يضق صدرك ﴿إنما أنت٣ نذير﴾ أي محذر عواقب الشرك والكفر والمعاصي، والله الوكيل على كل شيء أي الرقيب الحفيظ أما أنت فليس عليك من ذلك شيء.
وقوله تعالى ﴿أم يقولون افتراه﴾ أي بك يقولون افتراه أي افترى القرآن وقاله من نفسه بدون ما أوحي إليه، قل في الرد عليهم ﴿فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم﴾ ٤ دعوتهم لإعانتكم ﴿إن كنتم صادقين﴾ في دعواكم أني افتريته، فإن لم تستطيعوا ولن

١ ﴿فلعلك..﴾ الخ كلام معناه: الاستفهام أي: هل أنت تارك ما فيه سبّ آلهتهم كما سألوك؟ إذ ورد أنهم قالوا له: لو أتيتنا بكتاب ليس فيه سبّ آلهتنا لاتبعناك.
٢ أي: هلا فهي للتحضيض وليست للامتناع.
٣ القصر هنا إضافي إذ معناه أنه مقصور على الإنذار وليس عليه هداية القلوب.
٤ أي: كالكهنة والأعوان والأصنام إذ يعتقدون أنها تنصرهم وتدفع عنهم وإلا لما عدوها مع الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon