أيها العزيز١ إن له أباً شيخا ًكبيراً} ٢ أي لأخينا والداً كبير السن يعز عليه فراقه ولا يطيقه. ﴿فخذ أحدنا٣ مكانه إنا نراك من المحسنين﴾ أي واحداً منا بدلاً مِنهُ ومثلك يفعل ذلك لأنه إحسان وأنت عن المحسنين. فأجابهم بما أخبر تعالى به في قوله: ﴿قال معاذ الله﴾ ٤ أي نعوذ بالله ﴿أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذاً لظالمون﴾ أي إذا أخذنا من لم يَجْنِ ونترك من جنى أي سرق فقد كنا بذلك ظالمين وهذا مالا نرضاه ولا نوافق عليه.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- مشروعية الاعتذار عن الخطأ.
٢-قد يضطر الحليم إلى أن يقول ما لم لكن يقوله لولا ما وُوجِهَ به من السوء.
٣- مشروعية الاسترحام والاستعطاف لمن احتاج إلى ذلك رجاء أن يرحم ويعطف عليه.
٤- حرمة ترك الجاني وأخذ غيره بدلاً منه إذ هذا من الظلم المحرم.
فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (٨٠) ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ

١ يبدو أن لفظ العزيز لقب لكل من يلي ولاية في تلك البلاد.
٢ هذه أسلوب الاستعطاف والاسترحام، اقتضاه موقف يوسف الحازم الصارم فنادوه بعنوان الحكم وذكروا له ضعف أبيهم وحالته النفسية إزاء ولده.
٣ أي: خذه عبداً لتسترقه لأنّه سبق أن قيل: إن شريعة يعقوب عليه السلام أنّ السارق يسترق بالسرقة.
٤ ﴿معاذ﴾ : مصدر ميمي من العوذ الذي هو مصدر عاذ يعوذ عوذاً إذا تحصّن واستجار فهو مصدرٌ قام مقام الفعل.


الصفحة التالية
Icon