بحواسكم بالسؤال عنهما والنظر إليهما، ﴿ولا تيأسوا من روح الله﴾ أي لا تقنطوا من فرج الله ورحمته وعلل للنهي فقال: ﴿إنه لا ييأس من روح الله﴾ ١ أي من فرجه ورحمته ﴿إلا القوم الكافرون﴾.
وامتثل الأبناء أمر الوالد وذهبوا إلى مصر وانتهوا إليها ونزلوا بها وأتوا إلى دار العزيز ﴿فلما دخلوا عليه قالوا﴾ ما أخبر تعالى به عنهم ﴿يا أيها العزيز مسنا٢ وأهلنا الضر﴾ أي من الجدب والقحط والمجاعة ﴿وجئنا ببضاعة مزجاة﴾ أي دراهم رديئة مدفوعة لا تقبل كما تقبل الجيدة منها ﴿فأوف٣ لنا الكيل﴾ بها ﴿وتصدق علينا﴾ بقبولها على رداءتها ﴿إن الله يجزي٤ المتصدقين﴾ أي يثيبهم على إحسانهم ويجزيهم به خيراً.
هداية الآيات.
من هداية الآيات:
١- شدة الحزن تعرض صاحبها للحرض أو الموت.
٢- تحرم الشكوى لغير الله عز وجل.
٣- حرمة اليأس من الفرج عند الشدة والرحمة عند العذاب.
٤- جواز الشكوى إذا كان المراد بها الكشف عن الحال للإصلاح أو العلاج كأن يقول المحتاج إني جائع أو عار مثلاً وكأن يقول المريض للطيب أشكو ألماً في بطني أو رأسي مثلاً.
٥- فضل الصدقة وثواب المتصدقين.
قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (٨٩) قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللهُ

١ الجملة تعليلية للنهي المتقدم، وهو اليأس من روح الله وهو رحمة الله وفَرَجُه.
٢ أي: أصابهم الضرّ.
٣ جملة تعليلية لاستدعائهم التصدق عليهم.
٤ قال مالك: في الآية دليل على أنّ أجرة الكيال والوزان على البائع، إذ هو باع شيئاً لا بد وأن يبرزه ويفصله لمن اشتراه.


الصفحة التالية
Icon