إنسهم وجنهم مؤمنهم وكافرهم فالمؤمنون بإتباعه يدخلون رحمة الله وهي الجنة والكافرون يأمنون من عذاب الإبادة والاستئصال في الدنيا ذلك العذاب الذي كان ينزل بالأمم والشعوب عندما يكذبون رسلهم وقوله تعالى ﴿قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون١﴾ يأمر تعالى رسوله أن يقول لقومه ولمن يبلغهم خطابه إن الذي يوحى إلى هو أن إلهكم إله واحد أي معبودكم الحق واحد وهو الله تعالى ليس غيره وعليه ﴿فهل أنتم مسلمون﴾ أي أسلموا له قلوبكم ووجوهكم فاعبدوه ولا تعبدوا معه سواه فبلغهم يا رسولنا هذا ﴿فإن تولوا﴾ أي أعرضوا عن هذا الطلب ولم يقبلوه ﴿فقل آذنتكم﴾ أي اعلمتكم ﴿على سواء﴾ أنا وأنتم انه لا تلاقي بيننا فأنا حرب عليكم وأنتم حرب عليّ وقوله تعالى: ﴿وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون﴾ أي وقل لهم يا رسولنا: إني ما أدرى أقريب ما توعدون من العذاب أم بعيد فالعذاب كا ئن لا محالة ما لم تسلموا إلا أني لا أعلم وقته. وفي الآية وعيد واضح وتهديد شديد وقوله: ﴿إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون﴾ أي يعلم طعنكم العلني، في الإسلام وكتابه ونبيه، كما يعلم ما تكتمونه في نفوسكم من عداوتي وبغضي وما تخفون من إحَنٍ وفي هذا إنذار لهم وتهديد، وهم مستحقون لذلك.
وقوله: ﴿وإن أدري﴾ أي وما أدرى ﴿لعله٢﴾ أي تأخير العذاب عنكم بعد استحقاقكم له يحرِ بكم للإسلام ونبيه ﴿فتنة لكم﴾ أي اختبار لعلكم تتوبون فيرفع عنكم العذاب أو هو متاع لكم بالحياة إلى آجالكم، ثم تعذبون بعد موتكم. فهذا علمه إلى ربي هو يعلمه، وبهذا أمرني بأن أقوله لكم. وقوله تعالى: ﴿قال رب احكم بالحق﴾ وفي قراءة قُلْ رب احكم بالحق أي قال الرسول بعد أمر الله تعالى بذلك يا رب احكم بيني وبين قومي المكذبين لي المحاربين لدعوتك وعبادك المؤمنين بالحق وذلك بنصري عليهم أو بإنزال نقمتك بهم، وقوله: ﴿وربنا الرحمان المستعان على ما تصفون٣﴾ أي وربنا الرحمن عز
٢ لعله أي الإمهال والتأخير.
٣ تصفون قرأ الجمهور تصفون بالتاء، وقرأ بعض يصفون بالياء.