فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٨)
شرح الكلمات:
وإبراهيم: أي واذكر إبراهيم على قراءة النصب لإبراهيم، وعلى قراءة الرفع: ومن المرسلين إبراهيم.
اعبدوا الله واتقوه: أي آمنوا به ووحدوه في عبادته واتقوا أن تشركوا به وتعصوه.
أوثاناً: أي أصناماً وأحجاراً وصوراً وتماثيل.
وتخلقون إفكاً: أي تختلقون الكذب فتقولون في الأصنام والأوثان آلهة وتعبدونها.
فابتغوا عند الرزق: أي اطلبوا الرزق من الله الخلاق العليم لا من الأصنام والتماثيل المصنوعة المنحوتة بأيدي الرجال بالمعاول والفؤوس.
واعبدوه: أي بالإيمان به وتوحيده واشكروه بطاعته.
وإن تكذبوا: أي يا أهل مكة بعد هذا الذي عرضنا عليكم من الآيات والعبر فقد كذب أمم من قبلكم.
وما على الرسول: أي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
إلا البلاغ المبين: وقد بلغ وبين فبرئت ذمته وأنتم المكذبون ستحل بكم نقمة الله.
معنى الآيات:
هذا القصص معطوف على قصص نوح لتسلية الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمؤمنين ولتذكير قريش بأنها في إصرارها على الشرك والتكذيب للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صائرة إلى ما صار إليه المكذبون من قبل إن لم تتب إلى الله وترجع إليه بالإيمان والطاعة وترك الشرك والمعاصي قال تعالى: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ﴾ أي (١) واذكر يا رسولنا إبراهيم خليلنا ﴿إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ﴾ البابليين ومن بينهم والده آزرْ يا قوم ﴿اعْبُدُوا اللهَ﴾ أي بتوحيده في عبادته ﴿وَاتَّقُوهُ﴾ بترك الشرك والعصيان وإلا حلت بكم عقوبته ونزل بكم عذابه وقوله ﴿ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ أي الإيمان والتوحيد والطاعة خير لكم من الكفر والشرك والعصيان. إذ الأول يجلب الخير والثاني يجلب الشر ﴿إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ الخير

١ - ويجوز أن يكون منصوبا بـ (أنجينا) معطوفا على الهاء.


الصفحة التالية
Icon