يلقي الروح من أمره: أي يلقي بالوحي من أمره على من يشاء من عباده.
لينذر يوم التلاق: أي لينذر من يوحي إليه من البشر وهو الرسول يوم تلاقي أهل السماء وأهل الأرض وذلك يوم القيامة.
يوم هم بارزون: أي لا يسترهم شيء لا جبل ولا شجر ولا حجر.
لمن الملك اليوم: أي لمن السلطان اليوم.
معنى الآيات:
بعد أن بين تعالى حال المؤمنين وأنهم هم وأزواجهم في دار النعيم يبين في هذه الآيات الثلاث حال الكافرين في النار جرياً على أسلوب القرآن في الترغيب والترهيب فقال تعالى مخبراً عن أهل النار: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ أي بربهم ولقائه وتوحيده ينادون أي تناديهم الملائكة فتقول لهم - بعد أن يأخذوا في مقت أنفسهم ولعن بعضهم بعضاً- ﴿لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ (١) مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ وذلك لأنكم كنتم تدعون إلى الإيمان بالله وتوحيده وطاعته فتكفرون وتجحدون متكبرين.
وهنا في الآية الثانية (١٠) يقولون وهم في جهنم ﴿رَبَّنَا﴾ أي يا ربنا ﴿أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ﴾ يعنون بالموتتين الأولى وهم نطف (٢) ميتة والثانية بقبض أرواحهم عند نهاية آجالهم، ويعنون بالحياتين الأولى التي كانت لهم في الدنيا قبل موتهم والثانية التي بعد البعث، وقولهم: ﴿فَاعْتَرَفْنَا (٣) بِذُنُوبِنَا﴾ أي التي قارفناها في الحياة الدنيا وهي الكفر والشرك والمعاصي. وقولهم بعد هذا الاعتذار ﴿فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾ أي فهل من طريق إلى الخروج من النار والعودة إلى الحياة الدنيا لنصلح ما أفسدنا، ونطيع من عصينا؟ والجواب قطعاً لا سبيل إلى ذلك أبداً، وبقاؤكم وفي العذاب ليس ظلماً لكم وإنما هو جزاء وفاق لكم ثم ذكر تعالى علة عذابهم بقوله ﴿ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ﴾ بالله وتوحيد ﴿وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا﴾ أي وإن يشرك بالله تؤمنوا كقولهم لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملك وما ملك وقوله فالحكم
٢- جائز أن تكون الموتة الأولى لما كانوا في الرحم قبل نفخ الروح، وجائز أن يكون العدم السابق للوجود في الرحم شاهده آية البقرة ﴿وكنتم أمواتاً فأحياكم﴾.
٣- سر اعترافهم هذا أنهم يرجون من ورائه الخروج من النار ظناً منهم أنه نافع لهم شاهده قولهم مستعطفين: ﴿فهل إلى خروج من سبيل﴾