بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان: أي قبح اسم الفسوق يكون للمرء بعد إيمانه وإسلامه.
ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون: أي من لمز ونبز المؤمنين فأولئك البعداء هم الظالمون.
اجتنبوا كثيرا من الظن: أي التهم التي ليس لها ما يوجبها من الأسباب والقرائن.
إن بعض الظن إثم: أي كظن السوء بأهل الخير من المؤمنين.
ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا: أي لا تتبعوا عورات المسلمين وما بهم بالبحث عنها.
أيحب أحدكم أن يأكل لحم: أي لا يحسن به حب أكل لحم أخيه ميتا ولا حيا معا.
أخيه ميتا
فكرهتموه: أي وقد عرض عليكم الأول فكرهتموه فاكرهوا أي كما كرهتم أكل لحمه ميتا فاكرهوه حيا وهو الغيبة.
وجعلناكم شعوبا وقبائل: أي جمع شعب والقبيلة دون الشعب.
لتعارفوا: أي ليعرف بعضكم بعضا فتعارفوا لا للتفاخر بعلو الأنساب.
إن أكرمكم عند الله أتقاكم: أي أشدكم تقوى لله بفعل أوامره وترك نواهيه هو أكرم عند الله.
إن الله عليم خبير: أي عليم بكم وبأحوالكم خبير بما تكونون عليه من كمال ونقص لا يخفى عليه شيء من أشياء العباد.
معنى الآيات:
قوله تعالى ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا١﴾ الآيات ما زال السياق الكريم في طلب تأديب المسلمين وتربيتهم وإعدادهم للكمال الدنيوي والأخروي ففي الآيتين (٩) و (١٠) من هذا السياق يرشد الله تعالى المسلمين إلى كيفية علاج مشكلة النزاع المسلح بين المسلمين الذي قد يحدث في المجتمع الإسلامي بحكم الضعف الإنساني من الوقت إلى الوقت وهو مما يكاد يكون من ضروريات الحياة البشرية وعوامله كثيرة لا حاجة إلى ذكرها فقال تعالى ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ﴾ أي جماعتان ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا﴾ ولو كان ذلك بين اثنين فقط ﴿فَأَصْلِحُوا﴾ أيها المسلمون ﴿بَيْنَهَا٢﴾ بالقضاء على أسباب الخلاف وترضية الطرفين بما هو حق وخير وليس هذا

١ قال مجاهد: نزلت هذه الآية في الأوس والخزرج حيث تقاتل حيان من الأنصار بالعصي والنعال.
٢ قال القرطبي: بالدعاء إلى كتاب الله لهما أو عليهما وقضاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذلك كما قال معاذ: أحكم بكتاب الله فإن لم أجد فبسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


الصفحة التالية
Icon