بَصِيرٌ (٤) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٦)
شرح الكلمات:
سبح لله ما في السموات١ والأرض: أي نزه الله تعالى جميع ما في السموات والأرض بلسان الحال والقال. ٢
وهو العزيز الحكيم: أي في ملكه، الحكيم في صنعه وتدبيره.
له ملك السموات والأرض: أي يملك جميع ما في السموات والأرض يتصرف كيف يشاء.
يحيى ويميت: يحييى بعد العدم ويميت بعد الإيجاد والإحياء.
وهو على كل شيء قدير: وهو على فعل كل ما يشاء قدير لا يعجزه شيء.
هو الأول والآخر: أي ليس قبله شيء وهو الآخر الذي ليس بعده شيء. ٣
والظاهر والباطن: أي الظاهر الذي ليس فوقه شيء والباطن الذي ليس دونه شيء.
وهو بكل شيء عليم: أي لا يغيب عن علمه شيء ولو كان مثقال ذرة في السموات والأرض.
في ستة أيام: أي من أيام الدنيا مقدرة بها أولها الأحد وآخرها الجمعة.
ثم استوى على العرش٤: أي ارتفع عليه وعلا.
٢ رد أهل العلم القول بأن تسبيح غير العالمين هو تسبيح دلالة لا تسبيح قالة، إذ لو كان تسبيح دلالة وظهور لما قال: (ولكن لا تفقهون تسبيحهم) إذ تسبيح الدلالة مفهوم معلوم.
٣ روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء أقض عنا الدين وأغننا من الفقر".
٤ قال القرطبي: قد جمع تعالى بين الاستواء على العرش وبين (وهو معكم) والأخذ بالظاهر تناقض فدل على أنه لابد من التأويل والإعراض عن التأويل اعتراف بالتناقص. وأقول: إن كان يعني بالتأويل قول السلف: معنا بعلمه وقدرته فهذا صحيح ومع هذا فإنه لا تناقض أبداً إذ هو تعالى على عرشه بائن من خلقه، والخلق كله بين يديه كحبة خردل يتصرف فيه كما يشاء لا يغيب عن علمه ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا يعجزه شيء فيهما ولذا قال بعضهم: إن محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الإسراء لم يكن بأقرب إلى الله عز وجل من يونس بن متى حين كان في بطن الحوت.