هؤلاء الضالين المكذبين بالله ولقائه وبك وبما جئت به من الدين الحق وقوله ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ١ فَيُدْهِنُونَ﴾ أي ومما يؤكد لك عدم مشروعية طاعتهم فيما يطالبون ويقترحونه عليك أنهم ودوا أي تمنوا وأحبوا لو تلين لهم فتمالئهم بسكوتك عن آلهتهم فيدهنون بالكف عن أذيتك بترك السب والشتم. وقوله تعالى ﴿وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ﴾ بعدما نهاه عن إطاعة الكافرين عامة نهاه عن طاعة أفراد شريرين لا خير فيهم البتة كالوليد بن المغيرة فقال: ﴿وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ﴾ كثير الحلف بالباطل ﴿مَهِين٢ٍ﴾ أي حقير. ﴿هَمَّازٍ﴾ عياب ﴿مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ أي مغتاب نمام ينقل الحديث على وجه الإفساد ﴿مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ﴾ أي يبخل بالمال أشد البخل ﴿مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾ أي ظالم للناس معتد على أموالهم وأنفسهم ﴿أَثِيمٍ﴾ كثير الإثم لغشيانه المحرمات وقوله ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ٣ زَنِيمٍ﴾ أي غليظ الطبع جاف لا أدب معه. ﴿زَنِيمٍ﴾ أي دعي في قريش وليس منهم. وقوله تعالى ﴿أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ أي لأجل أن كان ذا مال وبنين حمله الشعور بالغنى على التكذيب بآيات الله فإذا تليت عليه وسمعها قال أساطير الأولين رداً لها ووصفوها بأنها أسطورة أي أكذوبة مسطرة ومكتوبة من أساطير الأولين من الأمم الماضية. قال تعالى ﴿سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ﴾ أي نجعل له سمة شر وقبح يعرف بها مدى حياته تكون بمثابة من جدع أنفه أو وسم على أنفه فكل من رآه استقبح منظره.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
١- التنديد بأصحاب الصفات التالية كثرة الحلف بالكذب، المهانة، الهمزة النميمة، الغيبة، البخل، الاعتداء، غشيان الذنوب، الغلظة والجفاء، الشهرة بالشر.
٢-التحذير من كثرة المال والولد فإنها سبب الطغيان ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾.
٣- التنديد بالمكذبين بآيات الله تعالى أو تفصيلا. والعياذ بالله تعالى.
٢ المهين: الوضيع لإكثاره من القبيح، وتفسيره بالحقير صالح وكذا الفاجر العاجز.
٣ العتل: الجافي الشديد، ومنه أخذ العتال الذي يجر الناس ويدفعهم بعنف ليدخلهم في السجن ونحوه. ومنه قوله تعالى ﴿خذوه فاعتلوه.﴾