تعالى ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ أي ويطوف على أولئك الأبرار في الجنة ولدان غلمان مخلدون لا يهرمون ولا يموتون حالهم دائما حال الغلمان لا تتغير ﴿إِذَا رَأَيْتَهُمْ﴾ ونظرت إليهم ﴿حَسِبْتَهُمْ﴾ في جمالهم وانتشارهم في الخدمة هنا وهناك ﴿لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً﴾. ويقول تعالى لرسوله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ﴾ أي هناك في الجنة ﴿رَأَيْتَ نَعِيماً﴾ لا يوصف ﴿وَمُلْكاً كَبِيراً﴾ لا يقادر قدره ﴿عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ يخبر تعالى أن عاليهم أي فوقهم ثياب سندس أي حرير خضر واستبرق وهو ما غلظ من الديباج. وثياب من استبرق بعضها بطائن وبعضها ظهائر البطائن ما يكون تحت الظهائر وقوله تعالى ﴿وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ﴾ أي وحلاهم ربهم وهم في دار كرامته أساور من فضة ومن ذهب أيضا إذ يحذف١ المقابل لدلالة المذكور عليه نحو سرابيل تقيكم الحر أي وأخرى تقيكم البرد وقوله ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً﴾ ٢ هذا غير ما ذكر فيما تقدم هذا إكرام خاص وهو أن الله تعالى هو الذي يسقيهم وأن هذا الشراب بالغ مبلغا عظيما في الطهارة لوصفه بالطهور. ويقال لهم تكريما لهم وتشويقا لغيرهم من أهل الدنيا الذين يسمعون هذا الخطاب التكريمي إن هذا النعيم من جنات وعيون وأرائك وغلمان وطعام وشراب ولباس وما إلى ذلك ﴿كَانَ لَكُمْ جَزَاءً﴾ على إيمانكم وتقواكم ﴿وَكَانَ سَعْيُكُمْ﴾ أي عملكم في الدنيا ﴿مَشْكُوراً﴾ أي مرضيا مقبولا.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
١- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر صور الجزاء الأخروي.
٢- حرمة استعمال أواني الذهب والفضة لقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "هي لهم في الدنيا ولنا في الآخرة".
٣- حرمة الخمر لحديث "من شرب الخمر في الدنيا لا يشربها في الآخرة إن مات مستحلا لها"
٤- مشروعية اتخاذ خدم صالحين يخدمون المرء ويحسن إليهم.
٥- حرمة لبس الحرير على الرجال وإباحته للنساء، وكالحرير الذهب أيضا.
٢ قال علي رضي الله عنه في قوله تعالى ﴿وسقاهم ربهم شراباً طهوراً﴾ قال: إذا توجه أهل الجنة إلى الجنة مروا بشجرة يخرج من تحت ساقها عينان فيشربون من إحداهما لتجري عليهم بنضرة النعيم فلا تتغير أبشارهم ولا تشعث أشعارهم أبدا ثم يشربون من الأخرى فيخرج ما في بطونهم من الأذى ثم تستقبلهم خزنة الجنة فيقولون سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين.