أربعين سنة كما ذكر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح وقوله تعالى ﴿قلوب يومئذ واجفة﴾ أي خائفة قلقة ﴿أبصارها خاشعة﴾ أي أبصار أصحاب تلك القلوب خاشعة أي ذليلة خائفة. وقوله تعالى ﴿يقولون﴾ أي منكر والبعث ﴿أئنا لمردودون في الحافرة﴾ أي أنرد بعد الموت إلى الحياة من جديد كما كنا أول مرة، ﴿أإذا كنا عظاما نخرة﴾ أي بالية مفتتة وقولهم هذا إستبعاد منهم للبعث وإنكار له، و ﴿قالوا تلك إذاً كرة خاسرة﴾ يعنون أنهم إذا عادوا إلى الحياة مرة أخرى فإن هذه العودة تكون خاسرة وهي بالنسبة إليهم كذلك إذ سيخسرون فيها كل شيء حتى أنفسهم كما قال تعالى ﴿قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين.﴾ وقوله تعالى ﴿فإنما هي زجرة واحدة﴾ أي صيحة واحدة وهي نفخة إسرافيل الثانية نفخة البعث ﴿فَإِذَا هُمْ﴾ أولئك المكذبون وغيرهم من سائر الخلق ﴿بالساهرة﴾ أي وجه الأرض وقيل فيها الساهرة لأن من عليها يومئذ لا ينامون بل يسهرون أبدا فرد تعالى بهذا على منكري البعث الآخر وقرره عزوجل بما لا مزيد عليه إعذارا وإنذارا ولا يهلك على الله إلا هالك.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
١-بيان أن الله تعالى يقسم بما يشاء من مخلوقاته بخلاف العبد لا يجوز له أن يقسم بغير ربه تعالى.
٢-بيان أنروح المؤمن تنزع عند الموت نزعًا سريعا لا يجد من الألم ما يجده الكافر.
٣-تقرير عقيدة البعث والجزاء بالإقسام عليها وذكر كيفية وقوعها.
هلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (١٥) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (١٦) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (١٧) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (١٩) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (٢٠) فَكَذَّبَ وَعَصَى (٢١) فَحَشَرَ فَنَادَى (٢٣) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (٢٤) فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (٢٥) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (٢٦)